الذكاء الاصطناعي

كيف تتبنى الشركات الذكاء الاصطناعي الوكيلي لتعظيم المكاسب وتجاوز العقبات؟

يمثّل الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI) نقطة تحول في العلاقة بين الإنسان والحاسوب، حيث ينتقل الاستخدام من مجرد أداة إلى شراكة حقيقية. ولكن كما أشار ماثيو كروب، المدير الشريك في Boston Consulting Group (BCG) خلال قمة Transform 2025 التي نظمتها VentureBeat، فإن الاستفادة الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد دمج الوكلاء في الأعمال — بل تستلزم تحقيق قيمة فعلية من خلال التبني الكامل والتغيير التنظيمي العميق.

“الشركات التي تُعد الأكثر نضجًا رقميًا — والتي نسميها Future Built — تحقق نتائج مضاعفة: نمو في الإيرادات بمعدل 1.5x، وزيادة في قيمة المساهمين بنسبة 1.8x.”

خارطة الطريق: النشر، إعادة الهيكلة، الابتكار

يقترح كروب إطار عمل ثلاثي الخطوات:

  1. النشر (Deploy):
    تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي داخل الأقسام الحالية — مثل استخدام روبوتات الدردشة في خدمة العملاء.

  2. إعادة الهيكلة (Reshape):
    لا يكفي تقديم أداة ذكية؛ بل يجب إعادة تصميم الوظائف وسير العمل بالكامل لاستيعاب الأتمتة ودور الذكاء الاصطناعي.

  3. الابتكار (Invent):
    رغم أن الابتكار لا يزال في مراحله المبكرة، فإن الإمكانيات هائلة — يمكن الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في التفكير الإبداعي والتخطيط والتفاعل مع العملاء.
    كمثال: قامت شركة L’Oreal بإطلاق “مستشار تجميل افتراضي”، مما وسّع من خدمة كانت حصرية في المتاجر إلى جمهور أوسع رقميًا.

فكر أبعد من تقليص التكاليف

ركزت العديد من المؤسسات على الذكاء الاصطناعي كأداة لخفض التكاليف، غالبًا عبر تقليل عدد الموظفين. لكن هذا تفكير قاصر.

“الذكاء الاصطناعي يعزّز إنتاجية الموظفين الحاليين، ولا يستبدلهم.”

في دراسة أجرتها BCG بالتعاون مع هارفارد ومعهد MIT، تبين أن استخدام GPT-4:

  • زاد سرعة تنفيذ المهام بنسبة 25%

  • رفع عدد المهام المنجزة بنسبة 15%

  • حسّن جودة العمل بنسبة 40%

  • وجعل أداء الموظفين الأقل خبرة مساويًا للأكثر خبرة

الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود البشر

تسمح القدرات اللامحدودة للذكاء الاصطناعي بتقديم خدمات لم تكن ممكنة من قبل. مثال ذلك:

التحدي الحقيقي: التبني

“الأدوات رائعة — لكن الموظفين لا يستخدمونها.”

في شركة بها 10,000 مهندس برمجيات، كان 5% فقط من المستخدمين الأوائل لـ GitHub Copilot قد ضاعفوا إنتاجيتهم في أربعة أشهر، بينما 60% لم يظهر عليهم أي تحسن — ببساطة لأنهم لم يتبنوا الأداة.

لماذا يتردد الناس؟

  1. الجهل بالقدرات

  2. الاعتياد على الطرق القديمة

  3. التهديد للهوية المهنية
    — “إذا كانت الأداة قادرة على كتابة الكود بدلاً مني، فما هي قيمتي؟”

كيف تتجاوز المؤسسات هذه العقبات؟

  • اختيار الأداة المناسبة وتكاملها مع طريقة العمل

  • تدريب المستخدمين بشكل صريح ومباشر

  • الاحتفاء بالمستخدمين الأوائل للأدوات لتحفيز الآخرين

  • خلق شعور “بالندرة” من خلال تقليص الموارد وزيادة المسؤوليات

  • إعادة تصميم المهام بالتعاون مع الموظفين

“قللنا المهام الشاقة وزدنا المتعة — فكانت النتيجة: عمليات أكثر كفاءة، وشركات أكثر إنتاجية، ووظائف يحب الناس أداءها.”

المصدر:- VentureBeat

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى