تقنيات المستقبل

لأول مرة: تصوير نجم ينفجر مرتين قبل موته في انفجار فائق نادر

في سابقة فلكية مذهلة، التقط علماء الفلك أول صورة مباشرة لنجم يخضع لانفجارين متتاليين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، في ظاهرة تُعرف بـ “الانفجار المزدوج”. الصورة التقطها تلسكوب “فيري لارج” (VLT) في تشيلي، ونُشرت تفاصيل هذا الاكتشاف في دورية Nature Astronomy، لتقدم دليلًا بصريًا طال انتظاره على هذه النظرية الفلكية المثيرة للجدل.


ما الذي يجعل هذا الاكتشاف مهمًا؟

الأقزام البيضاء — وهي بقايا نجمية شديدة الكثافة — تلعب دورًا محوريًا في الكون، خصوصًا في الانفجارات من نوع Type Ia، والتي تُستخدم كـ “شموع معيارية” لقياس المسافات في الفضاء، نظرًا لتوهجها المنتظم.

لكن كيفية انفجار هذه الأقزام ظل لغزًا لسنوات. ويقول البروفيسور “برييام داس” من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا:

“انفجارات الأقزام البيضاء مهمة جدًا للفلك، لكن الآلية الدقيقة التي تؤدي إلى هذه الانفجارات ظلت غير مفهومة حتى الآن.”


الانفجار المزدوج: ما هو وكيف يحدث؟

السيناريو التقليدي لانفجار القزم الأبيض يعتمد على وصوله إلى الحد الكتلي المعروف بحد تشاندراسخار، بعد أن يسرق مادة من نجم مرافق. حينها، يؤدي تراكم هذه المادة إلى انفجار نووي حراري يدمر النجم بالكامل.

لكن فرضية “الانفجار المزدوج” تقترح أمرًا مختلفًا:

  1. القزم الأبيض يسبح داخل سحابة من الهليوم المسروق.

  2. تنفجر سحابة الهليوم أولًا، ما يُحدث انفجارًا أوليًا.

  3. الانفجار الأول يتبعه انفجار داخلي ثانٍ في قلب القزم، مسببًا انفجارًا كاملاً للنجم — حتى قبل أن يصل إلى الحد الكتلي الحرِج.


أول دليل بصري على الانفجار المزدوج

الصورة التي التقطها VLT أظهرت بصمة بصرية طالما تنبأ بها الفلكيون: قشرتان من الكالسيوم حول النجم المنفجر — وهما بالضبط ما كان يُتوقع في حال حدوث انفجارين منفصلين.

“هذا دليل واضح على أن الأقزام البيضاء يمكن أن تنفجر قبل وصولها إلى حد تشاندراسخار، وأن آلية الانفجار المزدوج تحدث فعلًا في الطبيعة”،
قال الدكتور “إيفو زايتنزال”، المشارك في البحث، والذي أجرى الرصد أثناء عمله في معهد هايدلبرغ للدراسات النظرية.


ما أهمية هذا في علم الفلك؟

  • القياس الكوني: الانفجارات من نوع Ia تُستخدم كمرجع لقياس المسافات بين المجرات. هذا الاكتشاف يساعد في فهم سبب انتظام لمعانها.

  • تطور النجوم: يكشف مزيدًا من التفاصيل عن الطريقة التي تموت بها النجوم المنخفضة الكتلة.

  • النمذجة الفلكية: يوفر بيانات جديدة تدعم نماذج المحاكاة التي تتعامل مع بنية وتطور النجوم.

“الكشف عن التفاصيل الدقيقة لهكذا انفجار كوني مدهش هو إنجاز هائل”، أضاف داس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى