باحثون يطورون واجهة دماغ-حاسوب غير جراحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتحكم في الأطراف الروبوتية

في حين تسابق شركات مثل Neuralink وPrecision Neuroscience لتطوير زراعات دماغية جراحية، تشير أبحاث جديدة إلى أن الحل قد يكمن في الجمع بين أجهزة دماغية غير جراحية والذكاء الاصطناعي. هذه الطريقة قد توفر بديلاً أقل خطورة وأكثر قابلية للتبني على نطاق واسع، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الحركة.
حدود التكنولوجيا الجراحية
الزرعات الدماغية قادرة على تقديم تطبيقات طبية رائدة، لكن عملية الزرع تتطلب جراحة عالية الخطورة وقد تؤدي إلى ردود فعل مناعية تجعل الجهاز غير فعال أو تستلزم إزالته. بالنسبة للأشخاص الأصحاء، تصبح المخاطر غير مبررة، مما يفتح الباب أمام البحث عن واجهات دماغية أقل تدخلاً.
التجربة الجديدة: الذكاء الاصطناعي كـ “مساعد مشترك”
اعتمد فريق من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس على جهاز قبعة EEG مزودة بـ64 قطبًا لالتقاط الإشارات الكهربائية من الدماغ. قام الباحثون بتطوير خوارزمية لفك تشفير هذه الإشارات وربطها بـ ذكاء اصطناعي مساعد (AI Copilot) مخصص لمهام معينة. التجارب شملت أربعة مشاركين، بينهم شخص مصاب بالشلل النصفي.
المهام التجريبية
-
المهمة الأولى: تحريك مؤشر على شاشة الكمبيوتر للوصول إلى ثمانية أهداف مختلفة. باستخدام التعلم التعزيزي، تعلم الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالهدف الذي يسعى المستخدم للوصول إليه. النتيجة: تضاعف معدل نجاح المشاركين الأصحاء، بينما ارتفع معدل نجاح المشارك المصاب بالشلل بمقدار أربع مرات.
-
المهمة الثانية: التحكم في ذراع روبوتية لنقل كتل ملونة إلى مواقع عشوائية. هنا استخدم المساعد الذكي بيانات الكاميرا لتحديد الأهداف. النتيجة: أتم المشاركون الأصحاء المهمة أسرع بكثير، بينما لم يتمكن المشارك المصاب بالشلل من إنجازها إلا بعد تفعيل الذكاء الاصطناعي، حيث حقق نسبة نجاح 93%.
مفهوم “الاستقلالية المشتركة”
تؤكد الدراسة أن نموذج الاستقلالية المشتركة، حيث يتعاون الذكاء الاصطناعي مع المستخدم، قادر على تحسين أداء واجهات الدماغ غير الجراحية بشكل ملحوظ. كما يمكن لهذه الطريقة تعزيز أداء الزرعات الدماغية الجراحية أيضًا. بالفعل، شركة Neuralink بدأت تجارب مشابهة باستخدام روبوت الدردشة Grok لمساعدة المستخدمين على تسريع كتابة الرسائل.
التحذيرات المستقبلية
يحذر خبراء مثل Mark Cook من جامعة ملبورن من أن تدخل الذكاء الاصطناعي يجب ألا يتجاوز حدود نوايا المستخدم. فهناك خطر أن يفسر النظام الإشارات بشكل خاطئ أو يفرض أوامر لم يقصدها المستخدم، مما قد يقلل من الاستقلالية الفردية.
تشير نتائج هذه الأبحاث إلى أن الحلم بدمج العقول البشرية مع الذكاء الاصطناعي قد يكون أقرب مما نعتقد، مع توفير حلول غير جراحية وآمنة تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة باستعادة استقلاليتهم، وربما فتح الباب أمام استخدامات مستقبلية أوسع في حياتنا اليومية.