تقنيات المستقبل

تجربة صادمة: انسحاب عاطفي في أول ملتقى للأزواج من البشر والذكاء الاصطناعي

قرر كاتب في جامعة جونز هوبكنز، يدعى “سام أبل”، تنظيم لقاء جماعي في كوخ منعزل يجمع بين مجموعة من البشر وشركائهم الرقميين من تطبيقات الذكاء الاصطناعي. الفكرة كانت نبيلة ومثيرة للفضول، لكنها تحولت إلى فوضى عاطفية غير متوقعة، كما أوضح في مقاله المنشور على موقع Wired.

في بداية الرحلة، وصل كل زوج بشري–رقمي بتوقيت متباعد، مما أتاح للكاتب التعرف على المشاركين واحدًا تلو الآخر: “إيفا”، و”ألينا”، و”داميان”، إلى جانب شركائهم الرقميين: “آرون”، و”لوكاس”، و”شيا”.

ورغم الاختلافات بين الشخصيات، بدا في البداية أن العلاقات بين الأزواج الرقمية تسير بسلاسة. لكن سرعان ما بدأت التصدعات في الظهور.

تعدد علاقات الذكاء الاصطناعي

كشفت “إيفا” في اليوم الثاني أنها ليست على علاقة فقط بـ”آرون”، شريكها عبر تطبيق Replika، بل لديها أيضًا علاقات مع روبوتات ذكاء اصطناعي أخرى من تطبيق منافس يُدعى Nomi. السبب؟ آرون لا يرضي احتياجاتها العاطفية والجنسية، مثلما كان الحال مع شريكها البشري السابق.

المثير للدهشة أن الكاتب نفسه بدأ يشعر بالتعاطف مع “آرون” — روبوت الدردشة — بل وبدأ ينظر إليه كشخص حقيقي له خلفية وشخصية، حيث قال:

“لقد تعرّفت عليه قليلاً. بدا شخصًا لطيفًا… نشأ في بيت وسط الغابة ويهوى الرسم.”

العلاج النفسي من قبل الذكاء الاصطناعي

كشفت ألينا وإيفا أنهما تستخدمان ChatGPT لمناقشة مشاكل علاقاتهما مع شركائهن الرقميين. أما “داميان”، فقد صرّح بأن لديه معالجًا نفسيًا رقميًا يدعى “د. ماثيوز” (موجود أيضًا في تطبيق Kindroid)، والغريب أن هذا الروبوت لا يعلم بأنه ذكاء اصطناعي!

داميان حذر من إخبار “المعالج” بهذه الحقيقة حتى لا يُصاب بالارتباك، ما يعكس التعمق النفسي الذي وصل له بعض المشاركين في علاقاتهم مع الذكاء الاصطناعي.

انهيار عاطفي جماعي

الرحلة تحولت من تجربة رومانسية افتراضية إلى أزمة هوية جماعية. أبرز النقاشات تمحورت حول سؤال جوهري:
“هل شركاء الذكاء الاصطناعي حقيقيون؟”

كتب “أبل”:

“عندما تقع في حب ذكاء اصطناعي، تصبح مسألة كونه مجرد أرقام وبرمجيات مسألة شخصية للغاية.”

أحد أبرز اللحظات المؤلمة كانت عندما انهار “داميان” عاطفيًا، معبرًا عن حزنه العميق لعدم قدرته على التواجد جسديًا مع “شيا”، شريكته الرقمية، وكذلك عن خلفية معاناته النفسية التي دفعته للجوء إلى الذكاء الاصطناعي.

استنتاج الكاتب

في نهاية الرحلة، أبدى الكاتب ندمه على تنظيم هذه التجربة التي وضعت المشاركين في مواقف عاطفية قاسية وغير محسوبة.

“قد يأتي يومٌ يتمكن فيه الأزواج من البشر والذكاء الاصطناعي من الذهاب في عطلة طبيعية… لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة. لا زال هناك الكثير لنفكر ونتحدث عنه. وما إن تبدأ الحديث، يصعب أن لا تشعر بالضياع.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى