جدل حول صحة ترامب بعد ظهور كدمات في يده وتفسيرات غامضة من البيت الأبيض

أثار البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة جدلًا واسعًا بعد إعلان إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البالغ من العمر 79 عامًا بمرض قصور الوريد المزمن، وهو اضطراب يؤدي إلى تجمع الدم في الأطراف السفلية، حيث ظهر ترامب في صور وهو يعاني من تورم الكاحلين.
لكن الجدل انتقل مؤخرًا إلى مظهر جديد مثير للانتباه، بعد أن شوهد ترامب في مناسبات متعددة مع كدمات واضحة على يده اليمنى، وقد غطيت بطبقة سميكة من مستحضر تجميلي بلون مختلف عن بشرته، ما أثار تساؤلات جديدة حول صحته.
قالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن هذه الكدمات ناجمة عن المصافحة المتكررة، مؤكدة أن الرئيس “يلتقي الأمريكيين أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ، وهو يبرهن يوميًا على التزامه”. وأضافت في تصريحات سابقة أن الكدمات قد تكون مرتبطة أيضًا بتناول ترامب الأسبرين بانتظام كجزء من بروتوكول وقائي للقلب، وهو دواء معروف بجعل المرضى أكثر عرضة للكدمات.
مع ذلك، شكك أطباء مستقلون في هذه التفسيرات. فقد قال الطبيب نيل باتيل من مستشفى Providence St Joseph في كاليفورنيا:
“لم أرَ رجال أعمال يصابون بكدمات لمجرد كثرة المصافحة. الأمر الأكثر ترجيحًا هو أن الكدمات ناتجة عن عمليات سحب دم وريدي (IV)، والتي غالبًا ما تُجرى في اليدين.”
ولاحظ باتيل أن الكدمات تظهر غالبًا في نفس اليد، مما يدعم فرضية الحقن الوريدي. لكن بعد أيام، رُصدت كدمة جديدة في يد ترامب اليسرى، مما زاد التكهنات.
تاريخ من الجدل الصحي
ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها صحة ترامب جدلًا علنيًا. ففي عام 2018، وبعد صدور كتاب الصحفي مايكل وولف “النار والغضب” الذي زعم أن ترامب يعاني من تراجع إدراكي، ظهر ترامب مدعيًا أنه “عبقري مستقر جدًا”. كما استدعى طبيبه آنذاك روني جاكسون ليؤكد أنه “في صحة ممتازة” بعد اجتياز اختبار معرفي. لاحقًا، كُشف أن جاكسون خضع لتحقيق عسكري بتهم تتعلق بسوء السلوك في عمله.
اليوم، يُعتبر تكرار البيت الأبيض لنفس رواية “إصابات المصافحة” أمرًا غير مقنع لدى الكثيرين. وبينما لا عيب في إجراء سحب دم طبي، فإن أي أمر صحي أكثر خطورة لدى الرئيس يجب أن يكون شفافًا أمام الشعب الأمريكي.