تقنيات المستقبل

شركات تعيد توظيف البشر لإصلاح أخطاء الذكاء الاصطناعي في الفن والكتابة والبرمجة

بعد أن سارعت شركات عديدة إلى تسريح موظفيها لصالح الذكاء الاصطناعي، بدأت الآن تدرك الحاجة إلى عودة البشر لإصلاح الفوضى الناتجة عن مخرجاته. هذا الواقع خلق خط عمل جديد يُعرف بـ “مُصلحي الذكاء الاصطناعي”، الذين يحصلون على أجر مقابل تحسين الأعمال الفنية والنصوص البرمجية والمحتوى الكتابي المولّد آليًا.

الفنانون: تصحيح شعارات مشوشة

تقول ليزا كارستنس، رسامة مستقلة من إسبانيا، إن جزءًا كبيرًا من عملها بات يتمثل في إعادة إصلاح شعارات مصممة بالذكاء الاصطناعي. أحيانًا يكون التصميم مقبولًا ويحتاج فقط إلى تعديلات طفيفة، بينما في أحيان أخرى يطلب منها العملاء إعادة رسم كاملة مع الحفاظ على ملامح النسخة الأصلية المولدة.

وتضيف: “هناك من يدرك أن الذكاء الاصطناعي ليس مثاليًا، وهناك من يغضب لأنه لم ينجح في إنجاز العمل بنفسه. عليك أن تكون متفهمًا وتصلح النتيجة.”

الكتّاب: إعادة كتابة نصوص ضعيفة

كيشا ريتشاردسون، كاتبة مستقلة من جورجيا (الولايات المتحدة)، بات نصف عملها تقريبًا يتمثل في إعادة كتابة مقالات مولدة بالذكاء الاصطناعي. وغالبًا ما تكون النصوص ركيكة أو سطحية، ما يجبرها على إجراء أبحاث إضافية لإضافة التفاصيل الناقصة.

ورغم أن الجهد المبذول يوازي كتابة محتوى جديد، إلا أن الأجور عادة أقل لأن الشركات تفترض أن التنقيح أسهل من الكتابة الأصلية. وتقول: “أنا قلقة لأن الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف، وإحداها أجري.”

المبرمجون: إصلاح أكواد غير آمنة

المطور الهندي هارش كومار يواجه نفس المشكلة، إذ تأتيه مشاريع مبنية على ما يسمى “البرمجة بالجو العام” (vibe coding)، حيث يعتمد العملاء على الذكاء الاصطناعي لكتابة الأكواد. النتيجة: أنظمة غير فعالة ومليئة بالثغرات.

من بين أعماله الأخيرة: إصلاح روبوت محادثة كشف تفاصيل نظامية حساسة، وإعادة بناء أداة توصية محتوى تولد ملخصات سيئة وتعرض بيانات سرية. ويقول كومار: “في النهاية البشر هم من طوروا الذكاء الاصطناعي، وسيظلون مطلوبين للمشاريع طويلة الأمد.”

يبدو أن الاندفاع وراء الذكاء الاصطناعي بدأ يصطدم بحدوده: فبينما وفّر على الشركات التكاليف في البداية، إلا أنه خلق طلبًا جديدًا على البشر لإصلاح ما يفسده. سواء في التصميم أو الكتابة أو البرمجة، يثبت الواقع أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بحاجة ماسة إلى اللمسة البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى