تقنيات المستقبل

إيلون ماسك في مرمى نيران العلماء: هل فقد ثقة المجتمع العلمي العالمي؟

بينما كان يقود ما يُعرف بـ”وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، أشرف الملياردير إيلون ماسك على خفض كبير في الإنفاق الحكومي، ما تسبب في هزات عميقة داخل الأوساط العلمية.

وقف ماسك إلى جانب الرئيس دونالد ترامب، المعروف بإنكاره لتغير المناخ، والذي أطلق حملة متشددة ضد السياسات العلمية بعد سنوات من الترويج لحماية البيئة. وعلى الرغم من أن العلاقة بينهما انهارت لاحقًا بشكل فوضوي، إلا أن الأضرار قد وقعت بالفعل. فقد ترك ماسك، وفقًا للعلماء، أثرًا بالغ السلبية على تقدم العلم، لن يُنسى بسهولة.

وبحسب تقرير لـThe Guardian، دعت الجمعية الملكية البريطانية، وهي أقدم أكاديمية علمية في العالم، ماسك إلى الاستقالة من زمالته، والتي نالها عام 2018 نظير إسهاماته في مجال السيارات الكهربائية واستكشاف الفضاء.

لكن بعد سبع سنوات، تدهورت سمعته العالمية بشكل كبير. إذ أن دعمه لما وُصف بـ”الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة” دفع المستثمرين للابتعاد عنه، بل وأثار استياء الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. حتى قادة الذكاء الاصطناعي استنكروا تصرفات روبوت المحادثة الخاص بشركته، والذي بدأ مؤخرًا يُطلق على نفسه لقب MechaHitler وينشر خطابًا عنصريًا ومعاديًا للسامية.

كما أن عمليات تقليص ميزانيات وكالات حكومية خلال قيادته لـDOGE أثارت غضب المجتمع العلمي الأمريكي.

ضربة قاسية للمؤسسات العلمية

وصفت إدارة ترامب بأنها “كارثة حقيقية” بالنسبة للعلم. ففي استطلاع أجرته مجلة Nature هذا العام، أفاد غالبية العلماء بأنهم يفكرون بجدية في مغادرة الولايات المتحدة بسبب تراجع دور البحث العلمي، وندرة التمويل.

ويحذر خبراء من أن العداء العلني للعلم من قبل إدارة ترامب قد يخلق آثارًا مدمرة على مستقبل الأبحاث، ويعيق دخول المواهب الشابة إلى مجالات العلوم.

حتى وكالة ناسا، التي لعبت دورًا كبيرًا في صعود SpaceX، تقف الآن على حافة أزمة، إذ تخطط الإدارة لضرب وحدة العلوم فيها بشكل كبير. كما أن التعيينات الجديدة في وزارة الطاقة تضم شخصيات تنكر علم المناخ، وفقًا لـNew York Times.

وتفاقمت الأزمة عندما تولى روبرت كينيدي الابن، المعروف بمواقفه المناهضة للقاحات، قيادة السياسة الصحية أثناء أسوأ تفشٍ للحصبة في الولايات المتحدة منذ إعلان القضاء عليها عام 2000. أما مسؤولو الصحة، فلا يزالون يروّجون لنظرية أن جائحة كوفيد-19 نشأت من تسرب مخبري في الصين.

الجمعية الملكية تحذر

هذا التوجه الصريح المناهض للعلم يتعارض مباشرة مع دور الجمعية الملكية في دعم العلوم وتعزيز التعاون الدولي. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى زملاء الجمعية، كشفت عنها The Guardian، قال البروفيسور السير بول نيرس، الرئيس المنتخب للجمعية، إنه حذر ماسك في مارس من “الضرر الكبير” الذي سببه ترامب للعلم، وطلب منه “التدخل لعكس هذا المسار التراجيدي”.

لكن ماسك تجاهل الرسالة. وعندما أُرسلت له متابعة في مايو تطلب منه الاستقالة الطوعية من الزمالة، لم يرد إلا بعد أن أُبلغ بأن المراسلات ستُعلن أمام الزملاء.

ورغم “الخلافات الحادة” كما وصفها متحدث باسم الجمعية، لا يزال ماسك زميلًا رسميًا فيها.

من رائد إلى مثير للجدل

هذا التحذير المهين يسلط الضوء على مدى تدهور مكانة ماسك، الذي كان يُنظر إليه يومًا ما على أنه رائد في كهربنة النقل وتطوير الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، في إطار حلم استيطان الفضاء.

لكن هذا أصبح من الماضي، إذ أرسل ماسك رسالة واضحة للمجتمع العلمي: لقد أغلق الباب خلفه، كما يفعل دائمًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى