تقنيات المستقبل

اكتشاف محتمل لآثار حياة على المريخ مهدد بالإلغاء بعد نية إدارة ترامب وقف مهمة إعادة العينات

أعلن شون دافي، القائم بأعمال مدير وكالة ناسا، أن مركبة بيرسيفيرانس (Perseverance) رصدت العام الماضي “مؤشرات محتملة للحياة” على كوكب المريخ، بعد العثور على صخور تحتوي على معادن مرتبطة عادةً بوجود ميكروبات على الأرض.

لكن الحماس العلمي سرعان ما اصطدم بالواقع السياسي، إذ أوضحت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها غير معنية بتمويل مهمة إعادة العينات إلى الأرض، وهي خطوة أساسية لتحليلها مخبريًا والتأكد من وجود حياة سابقة أو حالية على الكوكب الأحمر.

مهمة مكلفة تواجه خطر الإلغاء

تُقدر تكلفة مشروع إعادة عينات المريخ بحوالي 11 مليار دولار، وهو ما أثار تحفظات الكونغرس منذ سنوات. ومع ذلك، فإن إدارة ترامب تعتزم إلغاء المهمة بالكامل في موازنة 2026، إلى جانب عشرات المشاريع العلمية الأخرى.

وفي مؤتمر صحفي، تهرّب دافي من إعطاء التزامات واضحة بشأن المهمة، مكتفيًا بالقول إن الوكالة “تبحث في ميزانيتها” وتفكر في “طرق بديلة لإعادة العينات بسرعة أكبر”، مؤكدًا أن الإدارة تركّز على إرسال “رواد إلى القمر ثم إلى المريخ”، وهي مشاريع أعقد وأكثر كلفة من إعادة العينات.

تحذيرات من الخبراء

حذر علماء الفضاء من أن التخلي عن هذه المهمة سيكون خطأً فادحًا. وقال بروس جاكوفسكي، الباحث الكبير في جامعة كولورادو بولدر:
“لقد وصل فهمنا للمريخ إلى مرحلة تتطلب إرجاع العينات للإجابة عن الأسئلة الأساسية. تأجيل المهمة أو الاعتماد على رحلات مأهولة مستقبلية سيكون تراجعًا كبيرًا في استكشاف النظام الشمسي.”

وأضاف أن إعادة العينات لا تدعم البحث العلمي فحسب، بل توفر أيضًا معلومات مهمة عن الحماية الكوكبية، لضمان عدم تعريض الأرض لمخاطر محتملة من ميكروبات المريخ.

بدائل غير مؤكدة

بدلًا من ذلك، تخطط إدارة ترامب لتخصيص مليار دولار للقطاع الخاص لإرسال أول بعثة بشرية إلى المريخ. وقد يكون الخيار المطروح هو الاعتماد على مركبة Starship التابعة لشركة سبيس إكس، رغم سجل الشركة المتعثر في الالتزام بالجداول الزمنية.

في المقابل، تسير الصين بخطوات متسارعة نحو تنفيذ مهمتها الخاصة لإعادة عينات من المريخ بحلول عام 2028، مما يثير مخاوف من خسارة الولايات المتحدة للريادة في سباق الفضاء الجديد.

سباق فضائي جديد

عندما سُئل دافي عمّا إذا كان مرتاحًا لفقدان هذا الإنجاز لصالح الصين، لم يقدم إجابة واضحة، مكتفيًا بالقول:
“نحن نتخذ القرارات الصحيحة لأميركا ولشركائنا، ونواصل قيادة السباق، لكن علينا أن نستمر في الدفع لأننا نعيش سباق فضاء جديد.”

بينما تمثل مؤشرات الحياة على المريخ أحد أهم الاكتشافات العلمية في عصرنا، فإن مستقبل هذه الأبحاث معرّض للخطر بسبب السياسات والقرارات المالية. وإذا لم تُنفذ مهمة إعادة العينات قريبًا، فقد تفقد الولايات المتحدة الريادة أمام منافسيها الدوليين في واحد من أعظم الإنجازات الفضائية المرتقبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى