تقنيات المستقبل

خطة تسلا الرابعة تكشف غموضًا استراتيجيًا وسط أزمات مبيعات وتمويل

كشفت شركة تسلا المملوكة لإيلون ماسك عن “الخطة الرئيسية الرابعة” الخاصة بها، لكن هذه المرة جاءت مليئة بالشعارات التسويقية الغامضة لدرجة دفعت كثيرين للاعتقاد بأنها مكتوبة بواسطة روبوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تأتي هذه الخطة بعد “الخطة الثالثة” التي أُعلنت مطلع 2023 وأثارت خيبة أمل المستثمرين بسبب غياب التفاصيل، مكتفية بوعود مبهمة حول تحسين التصنيع وإطلاق سيارة كهربائية أرخص وتكرير الليثيوم داخليًا.

أما النسخة الجديدة فلا تبدو أكثر إقناعًا، إذ افتُقرت إلى أي رؤية واضحة في وقت تعاني فيه تسلا من انخفاض المبيعات، وأزمات مالية، وقائد مثير للجدل على رأس الشركة.

خطة بلا تفاصيل

المفاجئ أن الخطة نُشرت على شكل تغريدة منسقة عبر منصة X بدلًا من عرض رسمي أو تقرير. ورغم صياغتها المليئة بالشعارات، فإنها تفتقر تقريبًا لأي تفاصيل عملية. لم تتضمن ذكرًا واضحًا لخطط الروبوتاكسي، ولم تُحدد أهداف إنتاج ملموسة، ولا حتى مؤشرات يمكن محاسبة الشركة بناءً عليها.

وفي نفس اليوم، غرّد ماسك بأن 80% من قيمة تسلا ستأتي من الروبوت البشري Optimus، مؤكدًا التزامه بالتحول من شركة سيارات كهربائية إلى شركة روبوتات وذكاء اصطناعي. نص الخطة تضمن عبارات مثل: “نحن نبني المنتجات والخدمات التي تُدخل الذكاء الاصطناعي إلى العالم المادي”، دون أي خطة تنفيذية واضحة.

ردود فعل مشككة

لاقى الإعلان ردود فعل متشككة على منصة X، إذ وصفه مستخدمون بأنه “غامض للغاية، يشبه النصوص المُولدة آليًا”، فيما تساءل آخرون: “أين هي الخطة فعلًا؟”. بل وأشار البعض إلى الإفراط في استخدام الشرطات الطويلة — وهو أسلوب أصبح علامة مميزة للنصوص التي تُنشئها نماذج الذكاء الاصطناعي.

ابتعاد عن جذور تسلا

من اللافت أن الخطة لم تتطرق إلى خدمة Cybercab للركوب الذاتي، والتي كانت سابقًا محور رؤية ماسك. كما تجاهلت تقريبًا تشكيلة سيارات تسلا الحالية. هذا الابتعاد عن جذور الشركة يختلف كثيرًا عن “الخطة السرية” الأولى التي أطلقتها تسلا في 2006، والتي ركزت على مكافحة تغير المناخ عبر السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.

اليوم، وبعد ما يقارب العقدين، يبدو أن ماسك يحاول صرف أنظار المستثمرين عن تراجع مبيعات السيارات من خلال الترويج لمشروع الروبوت البشري الذي يدعي أنه سيجعل قيمة تسلا تصل إلى 25 تريليون دولار.

مستقبل ضبابي

رغم أن قيمة تسلا السوقية لا تزال مرتفعة عند تريليون دولار، إلا أن أوضاعها المالية في حالة حرجة. ارتفعت أسهم الشركة أكثر من 10% خلال الشهر الماضي لكنها لا تزال منخفضة بشكل كبير منذ بداية العام. ومع غياب رؤية واضحة، قد يواجه المستثمرون صعوبة في الثقة بخطط القيادة الحالية.

تُظهر “الخطة الرئيسية الرابعة” صورة شركة تكافح لإعادة اختراع نفسها في خضم أزمة، لكنها لا تقدم أي إجابات ملموسة حول مستقبلها أو التزاماتها تجاه قطاع السيارات الكهربائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى