تقنيات المستقبل

دراسة: الميكروبلاستيك قد يسرّع ظهور أعراض ألزهايمر

صلة مفاجئة بين البلاستيك والخرف

كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة Environmental Research Communications أن الفئران المعرضة للميكروبلاستيك في غذائها طورت أعراضًا مشابهة لمرض ألزهايمر في أقل من شهر واحد. النتائج مثيرة للقلق، خصوصًا أن الميكروبلاستيك موجود في دم معظم البشر، بل تم اكتشافه حتى في العظام والدماغ.

تفاصيل التجربة

استخدم الباحثون فئرانًا معدلة وراثيًا تحمل جين APOE4 المعروف بزيادة خطر الإصابة بألزهايمر. عُرضت هذه الفئران لمياه ملوثة بجزيئات البوليسترين (المادة المستخدمة في الفلين الصناعي – Styrofoam) على مدى ثلاثة أسابيع. بعد ذلك، أظهرت الفئران تغيرات سلوكية واضحة:

  • الذكور أظهروا لامبالاة غير طبيعية، إذ مكثوا في منتصف الأقفاص بدل البقاء في الزوايا الآمنة.

  • الإناث أبدين ضعفًا في الذاكرة، إذ فشلن في التعرف على أجسام جديدة أضيفت إلى بيئتهن.

اللافت أن هذه النتائج تعكس بدقة الفروق بين الجنسين في أعراض الخرف لدى البشر: الرجال يميلون إلى فقدان الحافز، بينما النساء يعانين من ضعف الذاكرة.

علاقة جين APOE4

يُعتبر جين APOE4 من أقوى عوامل الخطر المرتبطة بألزهايمر، إذ تزيد نسخة واحدة من الجين احتمالية الإصابة بـ 3.5 مرات مقارنة بالجينة الشائعة APOE3، أما وجود نسختين فيجعل احتمالية الخرف تصل إلى 60% عند سن 85 عامًا.
لكن اللافت أن الأعراض ظهرت فقط في الفئران المعرضة للميكروبلاستيك، ما يوحي بوجود دور مباشر للجسيمات في تفاقم المرض.

آراء الخبراء

أعربت جايمي روس، أستاذة علم الأعصاب في جامعة رود آيلاند وأحد مؤلفي الدراسة، عن دهشتها من سرعة تطور الأعراض قائلة: “ما زلت لا أصدق أن مجرد التعرض لهذه الجزيئات يمكن أن يؤدي لنتائج كهذه.”
بينما أشار ماثيو كامبن، أستاذ علم السموم بجامعة نيو مكسيكو، إلى احتمال أن يكون جين APOE4 يساعد على نقل المزيد من الجزيئات البلاستيكية من الفم إلى الدماغ.

دراسات سابقة

ليست هذه الدراسة الوحيدة التي تثير المخاوف:

  • أبحاث سابقة بينت أن الميكروبلاستيك قادر على اختراق الحاجز الدموي الدماغي.

  • بعض الدراسات ربطته بزيادة تجلطات الدم في الأوعية الدماغية واحتمالية الإصابة بالسكتة.

  • دراسات أخرى على الأطعمة فائقة المعالجة والمعبأة بالبلاستيك وجدت صلة بين الميكروبلاستيك وارتفاع معدلات الاكتئاب والخرف.

رغم أن الأسباب الدقيقة لألزهايمر لا تزال غير مفهومة بالكامل، إلا أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام فرضية خطيرة: الميكروبلاستيك قد يكون عاملاً مباشرًا في تسريع الإصابة بالخرف. ومع انتشاره الواسع في أجسام البشر، فإن المخاطر الصحية المحتملة تستحق المزيد من البحث العاجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى