ديترويت ترفع دعوى قضائية ضد منصة عقارية بالبلوكتشين بتهمة استغلال السكان

تُعرف مدينة ديترويت بتاريخها النضالي الطويل. فبعد أن كانت ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة، خاض سكانها صراعات متواصلة ضد أباطرة المال، وحملات التخويف المناهضة للشيوعية، والنهب الخاص، والقوانين العنصرية الخاصة بالإسكان.
والآن، بحسب ما أفاد تقرير من Outlier، تدخل ديترويت معركة جديدة، وهذه المرة ضد مخطط عقاري قائم على العملات الرقمية بقيمة 93 مليون دولار.
أعلنت المدينة مؤخرًا عن رفع دعوى قضائية ضخمة ضد شركة RealToken، وهي شركة تعمل في مجال العملات الرقمية وتستحوذ على مئات الوحدات السكنية المدعومة بهدف “تحويلها إلى رموز” على تقنية البلوكتشين.
بعد شراء العقار، تقوم RealToken بتقسيم الملكية إلى أجزاء صغيرة تُباع للمضاربين العالميين في سوق العملات المشفرة، فيما يعرف بنظام “الملكية الجزئية”. يتم بعد ذلك توزيع إيجار المستأجر على المستثمرين بناءً على عدد الرموز التي يمتلكونها في كل عقار.
ووفقًا لتحقيقات Outlier، فإن عقارات RealToken تعاني من ظروف معيشية مزرية، إدارة سيئة للعقارات، وعمليات إخلاء عشوائية. وتعمل الشركة عبر 165 شركة وهمية، وتُدين للمدينة بأكثر من 3 ملايين دولار من الغرامات والضرائب العقارية غير المسددة.
وجاء الإعلان عن الدعوى القضائية بعد تحقيق مشترك دام خمسة أشهر شمل ثلاث هيئات بلدية في ديترويت.
“هذه أكبر قضية تتعلق بالإزعاج العام في تاريخنا”، صرّح بذلك كونراد ماليت، مستشار مدينة ديترويت. “لقد حقق هؤلاء المتهمون أرباحًا من مجتمعاتنا بينما تجاهلوا أبسط واجباتهم القانونية كمالكين للعقارات. أحياؤنا ليست محافظ استثمارية، بل هي منازل لسكان ديترويت.”
ورغم أن RealToken تدعي عدم تواصلها المباشر مع العقارات التي تشتريها، وبالتالي لا علم لها بحالة هذه الممتلكات، إلا أن مدينة ديترويت رفضت هذا الادعاء.
“أي ادعاء بأن RealToken لم تكن على علم بحالة العقارات هو ادعاء زائف”، ورد ذلك في الملف القضائي. “لقد أرسلت مدينة ديترويت العديد من أوامر التصحيح، والتنبيهات الطارئة، ومخالفات الإهمال مباشرة إلى RealToken، والتي لم يتم الاستجابة لها.”
وتُضيف المدينة أن الشركة “رفضت دفع تكاليف أبسط الإصلاحات” لشركة الصيانة السابقة، بهدف تعظيم الأرباح على حساب صحة وسلامة سكان ديترويت.
تفاصيل الدعوى القضائية
تغطي الدعوى القضائية أكثر من 400 عقار تابعة لـ RealToken، ولا يمتثل أي منها لقوانين البناء والصحة العامة في المدينة. وتتهم ديترويت الشركة بـ:
-
انتهاكات منهجية لقوانين المدينة
-
التهرب من مسؤوليات الصيانة من خلال شبكة معقدة من الشركات الوهمية (LLCs)
-
تعريض الصحة العامة والسلامة للخطر
تُعد هذه الدعوى اختبارًا محوريًا لصناعة العقارات المعتمدة على تقنية البلوكتشين، لا سيما في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
ومن بين الشركات التي تعتمد نماذج مشابهة، شركة Foreclosure Token، التي تتيح للمستثمرين شراء حصص رمزية في العقارات المتعثرة وحقوق الضرائب العقارية.
ووفقًا لبيان صحفي صادر عن بلدية ديترويت، فإن هذه أول دعوى قضائية من نوعها تستهدف منصة استثمار عقاري قائمة على البلوكتشين بسبب انتهاكات على نطاق واسع تتعلق بالإزعاج العام.
“هذه ليست ابتكارًا”، قالت عضوة مجلس المدينة أنجيلا وايتفيلد كالوواي لـ Outlier. “إنها استغلال واضح.”