رسائل مسربة تكشف تناقض تسلا بين تصريحاتها العلنية وخطابها مع الجهات التنظيمية حول سيارات Robotaxi

كشفت رسائل بريد إلكتروني متبادلة بين شركة تسلا والجهات التنظيمية في ولاية كاليفورنيا، حصلت عليها Politico، عن تناقض كبير بين تصريحات إيلون ماسك العلنية بشأن قدرات خدمة Robotaxi، وما تقوله الشركة خلف الكواليس للهيئات التنظيمية.
من “روبوتاكسي” إلى خدمة توصيل عادية
في هذا الأسبوع، أطلقت تسلا خدمة نقل جديدة في سان فرانسيسكو، ووصفتها على أنها توسّع لبرنامج Robotaxi الذي بدأ الشهر الماضي في أوستن، تكساس كبرنامج دعوات خاصة بدأ بتحصيل رسوم من الركاب.
لكن رغم تسويق ماسك المستمر على منصة X بأن “الروبوتاكسي قادم”، فإن الشركة تجنّبت استخدام مصطلح Robotaxi عند الحديث عن طرح الخدمة في منطقة الخليج.
بل إن النسخة الحالية من الخدمة في سان فرانسيسكو تتضمن سائقًا بشريًا في مقعد القيادة، على عكس البرنامج في أوستن الذي كان يضع “مشرف سلامة” فقط في المقعد الأمامي.
المراسلات المسربة: اعترافات غير معلنة
في إحدى الرسائل الموجهة من كيسي بلاين، مستشار تسلا للشؤون التنظيمية، إلى ميغيل أكوستا، رئيس قسم المركبات الذاتية في إدارة مركبات كاليفورنيا (DMV)، كتب بلاين:
“تسلا تدرك متطلبات التصاريح المختلفة… نحن نعلم أن تشغيل خدمات ركوب ذاتية القيادة سواء مع سائق أو بدون سائق يتطلب تصاريح إضافية من DMV وCPUC.”
وفي هذه الرسالة التي وُصفت بأنها مذلة، قالت تسلا إن برنامجها أشبه بخدمة توصيل مثل Uber، وليس خدمة Robotaxi فعلية.
مفارقة: نفس البرنامج – نفس البرمجيات
تسلا أوضحت أن البرمجيات المستخدمة في هذا البرنامج هي “نفس نظام القيادة الذاتية الكامل” (FSD) الموجود في سيارات تسلا الأخرى، والذي لا يُصنّف كأنظمة ذاتية القيادة حقيقية، بل كمساعد للقيادة فقط، ويتطلب وجود سائق.
التناقض مع تصريحات ماسك
رغم الخطاب الرسمي الهادئ مع الجهات التنظيمية، كان ماسك على العكس تمامًا في تصريحاته العامة:
-
قبل اجتماع يوليو مع DMV، كتب ماسك على X أن خدمة Robotaxi ستتوفر في منطقة الخليج خلال “شهر أو شهرين”.
-
في مكالمة أرباح، أكد رغبته في إطلاق خدمة روبوتاكسي كاملة في كاليفورنيا بحلول نهاية العام.
لكن الحقيقة أن تسلا لم تقدم أي طلبات حديثة للحصول على التصاريح اللازمة، حسب تقرير Politico.
مخالفات متعددة: من Project Rodeo إلى تجاوز اتفاقات الإطلاق
-
في نوفمبر، فتحت الجهات التنظيمية تحقيقًا حول برنامج سري لاختبار القيادة يُدعى Project Rodeo.
-
قيل إن تسلا طلبت من المشاركين “تعريض السيارات لمواقف خطرة عمدًا”، والتدخل في اللحظة الأخيرة فقط.
-
رد تسلا كان أن السيارات “ليست مستقلة بما يكفي” لتقع تحت الإطار التنظيمي.
كما خرقت الشركة الاتفاق المسبق مع CPUC بشأن إطلاق برنامج سان فرانسيسكو، الذي كان من المفترض أن يبدأ مع موظفي تسلا فقط.
لكن في اليوم التالي، بدأت تسلا دعوة عملاء من الجمهور ودفعهم مقابل الركوب، وهو ما اعتبرته CPUC مخالفة واضحة.
قالت المتحدثة باسم CPUC، تيري بروسبير:
“لا يمكن لتسلا استخدام مركبة ذاتية القيادة لنقل العامة بأي شكل من الأشكال – سواء كانت تحت إشراف سائق أو لا.”
موظفون جدد… ولكن بشروط أقل فائدة
بعض موظفي تسلا الذين تم نقلهم إلى البرنامج الجديد أفادوا بأن منح الأسهم السابقة قد أُلغيت، وتمت إعادة ضبط جدول الاستحقاق (vesting) ليبدأ من الصفر، مما يعني أنهم سيضطرون للانتظار أربع سنوات لاستلام المكافآت.
انتقادات متزايدة: هل تخدع تسلا جمهورها أم المنظمين؟
تكشف المراسلات أن:
-
تسلا تبالغ في وعودها للمستثمرين والجمهور.
-
لكنها تتراجع تمامًا عند التعامل مع الجهات التنظيمية.
في الواقع، البرنامج الحالي ليس Robotaxi كما يُروج له، بل مجرد خدمة توصيل خاضعة للإشراف البشري.