كيف تغيّر تفكير المستثمرين في رأس المال الجريء عام 2025؟

في عام 2025، وبعد أن أغلق “تشارلز هدسون” صندوقه الخامس مؤخرًا بمبلغ 66 مليون دولار لصالح شركة Precursor Ventures، طُلب منه من أحد المستثمرين (LPs) أن يجري تمرينًا تحليليًا. ماذا كان سيحدث لو أن هدسون باع جميع شركات محفظته في مرحلة التمويل من الفئة A؟ وماذا لو باعها عند الفئة B؟ أو حتى الفئة C؟
السؤال لم يكن نظريًا فقط. فبعد عقدين في مجال رأس المال الجريء، لاحظ هدسون تغيرًا في المعادلة المالية للاستثمار المبكر — تغيّر قد يكون دائمًا. المستثمرون الذين اعتادوا انتظار فترات استثمار تمتد لسبع أو ثماني سنوات، أصبحوا الآن يطرحون أسئلة حول السيولة المرحلية (interim liquidity).
يقول هدسون: “فترة سبع أو ثماني سنوات أصبحت طويلة جدًا في نظرهم الآن”، رغم أنها “دائمًا ما كانت كذلك”.
السبب في هذا التغيير؟ هو أن عائدات الاستثمار الجريء التي كانت تتدفق سابقًا بشكل منتظم — مما جعل فترات الاحتفاظ الطويلة مقبولة — قد جفّت إلى حد كبير. ومع توفّر بدائل استثمارية أخرى ذات سيولة أعلى، بدأ المستثمرون في المراحل المبكرة يطالبون بأساليب جديدة لإدارة الأموال.
شاهد ايضا:-
- إطلاق مخيب للآمال: روبوتاكسي تسلا يبدأ التشغيل في أوستن بمراقبة بشرية في المقعد الأمامي
- الحرب السيبرانية تتصاعد: اختراق التلفزيون الإيراني وسرقة ملايين من العملات الرقمية
- هل Safari هو أضعف حلقات نظام Apple؟ 6 مشاكل تؤثر على تجربة التصفح
التحليل الذي طلبه المستثمر كشف عن حقيقة غير مريحة، حسب هدسون. فالبيع في مرحلة الفئة A لم يكن مجديًا؛ إذ أن تأثير التراكم والاستمرار مع أفضل الشركات قد تفوق على أي مكاسب محتملة من تقليص الخسائر مبكرًا. لكن مرحلة الفئة B كانت مختلفة.
يقول هدسون:
“كان بالإمكان تحقيق عائد يزيد عن 3x لو بعنا كل شيء عند المرحلة B. وهذا… جيد جدًا”.
هذا الاستنتاج بدأ يُعيد تشكيل استراتيجية هدسون في إدارة المحافظ الاستثمارية. فرغم كونه مستثمرًا مخضرمًا — حيث قضى 22 عامًا في رأس المال الجريء بين Precursor وUncork Capital وIn-Q-Tel — إلا أن التغيرات الحالية تُجبر مستثمري المرحلة المبكرة على التفكير بعقلية مديري الأسهم الخاصة (Private Equity)، حيث يصبح التركيز على العائد النقدي أمرًا مهمًا إلى جانب الرهانات الكبرى.
هذه التحوّلات ليست سهلة ذهنيًا. فالشركات التي تحظى بأكبر اهتمام في السوق الثانوي، هي نفسها تلك التي يتوقع منها هدسون أعلى العوائد في المستقبل.
وليس هدسون وحده في هذا التوجه؛ فحسب “هانس سيلدينز” مؤسس شركة Industry Ventures، هناك توجه أوسع في عالم رأس المال الجريء نحو البحث النشط عن طرق بديلة لتوليد السيولة.
سيرى هدسون أيضًا أن هذا الضغط أكثر وضوحًا في الصناديق الصغيرة مثل Precursor — وهو صندوق تقليدي للمرحلة التمهيدية يفخر بدعمه لمؤسسين غير تقليديين مثل لورا مودي (Bobbie) ودكتور غورسون (Rad AI).
بعكس الصناديق الضخمة مثل Sequoia وGeneral Catalyst التي يمكنها الانتظار لعوائد ضخمة على المدى الطويل، يجب على الصناديق الصغيرة أن تكون أكثر تكتيكية في توقيت جني الأرباح.
يقول هدسون إن علاقاته مع المستثمرين أصبحت أكثر تعقيدًا. فبعض المستثمرين يريدون استرجاع أموالهم بأسرع ما يمكن — حتى لو كان ذلك على حساب العوائد طويلة الأمد. بينما يفضّل آخرون الانتظار حتى مرحلة النضوج.
هذا التوازن يتطلب إدارة محفظة معقدة لم تكن ضرورية في الماضي، وهو ما يراه هدسون نوعًا من فقدان الطابع الفني في رأس المال الجريء، ليصبح أشبه بأنواع الأصول المالية الأخرى.
ورغم هذا التحدي، يرى هدسون أن الفرص لا تزال قائمة، لكن التغيرات تفرض قواعد جديدة. فمع نمو الصناديق، أصبحت عملية الاستثمار أكثر خوارزمية — بالبحث عن شركات مؤسسيها من جامعات محددة، ولديهم خبرة في شركات كبرى معينة.
يقول هدسون:
“إذا كنت توظف بناءً فقط على سير ذاتية تمر عبر أداة تصفية، فستخسر مؤسسين قد يكون لديهم تجارب حقيقية وذات صلة، لا تلتقطها الخوارزميات.”