قرار RFK Jr. بوقف أبحاث mRNA يهدد ريادة أمريكا في اللقاحات والسرطان

قبل اغتياله بعشرة أسابيع عام 1968، ألقى روبرت ف. كينيدي (المعروف باسم بوبي كينيدي) خطابًا تاريخيًا في جامعة فاندربيلت، داعيًا الشباب الأمريكي إلى تحمل مسؤولية المستقبل في ظل الحرب الفيتنامية والاضطرابات الداخلية. لكن بعد أكثر من نصف قرن، يبدو أن ابنه، روبرت ف. كينيدي الابن (RFK Jr.)، وزير الصحة الأمريكي الحالي، يتخذ مسارًا معاكسًا تمامًا.
فقد قرر RFK Jr. إيقاف تطوير لقاحات mRNA وإلغاء عقود أبحاث بقيمة 500 مليون دولار بسبب تشككه في هذه التقنية، وخاصة فيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19. هذا القرار جاء رغم أن الباحثين يرون في تقنية mRNA الأمل الأكبر في تحقيق اختراق طبي هائل: تطوير لقاح عالمي ضد السرطان.
قاد عالم الفيروسات ريك برايت وكالة BARDA التابعة لوزارة الصحة الأمريكية منذ 2016، وهي الوكالة التي لعبت دورًا أساسيًا في تطوير أبحاث mRNA قبل أن يُقال في 2020 بسبب اعتراضه على ترويج إدارة ترامب لعقار هيدروكسي كلوروكوين كعلاج لكوفيد. وفي مقال نشره مؤخرًا في صحيفة نيويورك تايمز، حذر برايت من أن الولايات المتحدة على وشك فقدان تفوقها في هذا المجال الحيوي.
قال برايت:
“إذا تخلت الولايات المتحدة عن mRNA، فلن تخسر ميزة صحية عامة فقط، بل ستتنازل عن أصل استراتيجي. فهذه التقنية تعادل في أهميتها الدفاع الصاروخي، إذ تتيح تصميم وإنتاج ونشر وسائل علاجية بسرعة لمواجهة التهديدات البيولوجية”.
وأكد أن دولًا منافسة مثل الصين ستستفيد من أي فراغ أمريكي، وستكون قادرة على حماية شعوبها من الأوبئة بسرعة أكبر.
وفي مقابلة مع Politico، قال جوناثان كاغان، مؤسس شركة Corner Therapeutics، إننا دخلنا بالفعل في سباق تسلح بيولوجي جديد، وأضاف: “لسنا في سباق نووي الآن، بل في سباق بيولوجي”. وأشار إلى أن الصين في موقع ممتاز للاستفادة من استثماراتها الكبيرة في أبحاث mRNA.
حتى الآن لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بترسانة قوية من أبحاث mRNA، لكن الخبراء يحذرون من أن خسارة هذا السبق ليست إلا مسألة وقت إذا استمرت السياسات الحالية. كتب برايت:
“في عصر يمكن فيه هندسة التهديدات البيولوجية، فإن فقدان هذه الأفضلية سيجعل الولايات المتحدة عرضة للخطر ومعتمدة على الآخرين للحصول على أدوات إنقاذ الحياة”.