قلق جيل Z من الذكاء الاصطناعي: تهديد الوظائف والمناخ معًا

عبّرت شابة من جيل Z عن تشاؤمها العميق تجاه المستقبل، مؤكدة أن هذا الشعور يتقاسمه أصدقاؤها من كاليفورنيا إلى جورجيا وصولًا إلى نيوهامبشر. ففي عالم هش أصلًا، يواجه تغير المناخ وانهيار النظام الدولي، يظهر الذكاء الاصطناعي كتهديد إضافي يهدد قدرة الشباب على تحقيق مستقبل مزدهر.
تهديدات الوظائف
تتزايد المخاوف من فقدان الوظائف بفعل الذكاء الاصطناعي.
-
صرّح سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لـ OpenAI) أمام مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي أن فئات وظيفية كاملة ستختفي كليًا.
-
أكد داريو أمودي (الرئيس التنفيذي لـ Anthropic) أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على نصف الوظائف المكتبية للمبتدئين خلال خمس سنوات.
-
أشار آندي جاسي (الرئيس التنفيذي لأمازون) إلى أن الشركة ستستبدل وظائف عديدة بوكلاء مدعومين بالذكاء الاصطناعي.
-
ألزم توبي لوتكه (الرئيس التنفيذي لشركة Shopify) الموظفين بإثبات أن أي دور جديد لا يمكن أن يُؤدى عبر الذكاء الاصطناعي قبل التوظيف.
-
حتى في قطاع السيارات، صرّح جيم فارلي (الرئيس التنفيذي لفورد) أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل نصف الوظائف المكتبية في الولايات المتحدة.
هذه ليست مجرد توقعات نظرية؛ فالتأثير بدأ يظهر فعلًا. إذ انخفضت معدلات توظيف الخريجين الجدد في مجالات مثل التقنية والتمويل، ويرجّح أن يكون الذكاء الاصطناعي سببًا رئيسيًا وراء ذلك.
الأثر المناخي للذكاء الاصطناعي
لا تقتصر المشكلة على فقدان الوظائف؛ بل تشمل أيضًا تغير المناخ. فالذكاء الاصطناعي يحتاج إلى مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات هائلة من الطاقة والمياه.
-
أعلنت شركات مثل Meta و OpenAI عن خطط لبناء مراكز بيانات تحتاج إلى 5 غيغاواط من الطاقة—ما يعادل استهلاك ولاية مين الأمريكية في الصيف.
-
غالبًا ما تعتمد هذه المراكز على الغاز الطبيعي، ما يزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
-
كما تتسبب في استنزاف موارد المياه في بعض المجتمعات التي تعاني أصلًا من الجفاف.
رغم وعود الشركات بأن الذكاء الاصطناعي سيساعد في تحسين كفاءة شبكات الطاقة وربما اكتشاف حلول نظيفة، إلا أن الوقائع تُظهر العكس. على سبيل المثال، يستخدم xAI مولدات تعمل بالميثان وتطلق انبعاثات في سماء ممفيس، بينما ترتفع انبعاثات Google بشكل حاد.
رؤية جيل Z
بالنسبة لكثير من الشباب، تبدو التكنولوجيا ذات تكلفة عالية وفائدة محدودة.
-
يرون أنها غير دقيقة بما يكفي للأبحاث.
-
محظورة في الكتابة الأكاديمية بسبب أدوات كشف الانتحال بالذكاء الاصطناعي.
-
تهدد “الوظائف الجيدة”، لدرجة أن أحد المعلمين أخبرهم أنهم جميعًا سينتهون كعمال نظافة.
مستقبل لا يمكن تجاهله
من الواضح أننا لن نعود إلى عالم بلا ذكاء اصطناعي. ومع ذلك، يظل من الضروري التعامل مع قضايا أكثر إلحاحًا مثل تغير المناخ والأمن العالمي لضمان مستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة.
في هذا العدد من المجلة، يتم التركيز على قضايا الأمن بمختلف أشكالها: من الصواريخ، والكويكبات، إلى التهديدات الوجودية والتفاصيل اليومية. كما ستُطلق المجلة ثلاثة أعمدة جديدة: الخوارزمية (عن الذكاء الاصطناعي)، الفحص الطبي (عن التكنولوجيا الحيوية)، والشرارة (عن الطاقة والمناخ)، لتقديم تغطية مستمرة لأبرز التحديات العالمية.