تقنيات المستقبل

كيف تهيمن شركات الذكاء الاصطناعي على البحث العلمي وتأثيرها على مستقبل التقنية

تتجلى إحدى سمات هيمنة الشركات الكبرى في قطاع الذكاء الاصطناعي في احتكارها لإنتاج المعرفة. خلال العقد الماضي، شهدنا تركز عدد كبير من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي داخل هذه الشركات، مما أدى إلى تراجع مساهماتهم في العلوم المفتوحة، والجامعات، والمؤسسات المستقلة. هذا يشبه إلى حد بعيد الوضع إذا ما كانت معظم أبحاث المناخ تمولها شركات النفط والغاز؛ حينها لن نحصل على صورة واضحة وشفافة عن حدود هذه التكنولوجيا أو عن بدائل تطويرها.

تترافق هذه الهيمنة مع خطاب متكرر عن سباق تكنولوجي بين “إمبراطوريات” الخير والشر. حيث يُبرر للاستحواذ الكامل على الموارد واستغلال العمالة بحجة أن الإمبراطورية “الصالحة” يجب أن تتفوق على “الإمبراطورية الشريرة”، مع وعود بتحقيق مستقبل أفضل للبشرية إذا ما حصلت الإمبراطورية الصالحة على التكنولوجيا أولًا.

يبرز في هذا السياق موضوع الذكاء الاصطناعي العام (AGI) كهدف مركزي لشركات مثل OpenAI، حيث يشكل هذا المفهوم “شبحًا” يحفز جميع أنشطتها، ويُستخدم كحجة لتبرير السباق الحثيث للحصول عليه قبل أي جهة أخرى. رغم ذلك، لا يوجد إجماع علمي حتى الآن على إمكانية تحقيق AGI، أو حتى تعريف واضح له. معظم الباحثين يعتقدون أننا لم نصل بعد إلى التقنيات التي تمكّن من تحقيقه، وليس هناك تعريف موحد للذكاء البشري ذاته، مما يجعل مفهوم AGI متغيرًا بحسب مصالح الشركات.

هذا الغموض يخلق حالة من الحماسة الدينية شبه الأيديولوجية داخل شركات مثل OpenAI، حيث يُنظر إلى الوصول إلى AGI كمهمة مصيرية تحمل تأثيرًا حضاريًا هائلًا، مما يبرر تركيز الموارد والجهود بشكل مكثف عليها على حساب مجالات أخرى.


المصدر:-  MIT Technology Review

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى