تقنيات المستقبل

ناسا تعلن اكتشاف مؤشرات محتملة على الحياة في المريخ وسط جدل سياسي حول دور ترامب

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن المسبار بيرسيفيرنس (Perseverance) رصد العام الماضي ما قد يكون بصمات حيوية محتملة على سطح المريخ. الاكتشاف المثير جاء على شكل بقع غير عادية تشبه “النمر المرقط” على أحد الصخور، والتي قد تكون ناتجة عن نشاط ميكروبي استغل المعادن داخل الصخر. إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون هذا أول دليل على وجود حياة خارج الأرض.

جدل سياسي يرافق الاكتشاف

رغم أهمية الإنجاز العلمي، ركز البيان الرسمي لناسا على الثناء على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حيث صرّح القائم بأعمال مدير ناسا شون دافي بأن “هذا الاكتشاف، الذي أُطلق في عهد الرئيس ترامب، هو أقرب ما وصلنا إليه لاكتشاف الحياة على المريخ”. لكن ما أغفله دافي هو أن خطط المسبار تعود إلى عام 2012، وأن تصميمه استند إلى نجاح مسبار كيوريوسيتي الذي أُطلق قبل تولي ترامب الرئاسة.

تناقض بين السياسة والعلم

أشاد دافي بما أسماه “التزام ناسا بالعلم المعياري الذهبي”، لكنه تجاهل حقيقة أن إدارة ترامب اقترحت في موازنة عام 2026 تخفيض تمويل مديرية العلوم في ناسا إلى النصف، وهو ما وصفه الخبراء بأنه تهديد “وجودي” للوكالة. هذه التخفيضات قد تجمد العديد من المهام العلمية، بما في ذلك بعثات استكشاف المريخ. في المقابل، خصصت الإدارة مليار دولار لبرامج يقودها القطاع الخاص بهدف إرسال البشر إلى المريخ، وهو توجه يعكس إهمال الأبحاث العلمية الأساسية التي أنتجت الاكتشاف الحالي.

بيئة غير مرحبة بالعلماء

أثار هذا النهج السياسي موجة قلق بين العلماء، حيث أدى إلى هجرة العقول مع بحث المواهب الشابة عن فرص بحثية خارج الولايات المتحدة. كما أشار دافي سابقًا إلى أن “علوم المناخ وأولويات الإدارة السابقة” سيتم تهميشها، وهو ما يوضح بجلاء أن الإدارة تفضل استعراض الطموحات الفضائية على حساب دعم البحث العلمي المستدام.

النفوذ السياسي في تعيينات ناسا

يتزامن هذا مع تدخلات سياسية في قيادة ناسا. فقد كان يُتوقع تعيين رائد الفضاء جاريد إيزاكمان، مرشح إيلون ماسك، في منصب المدير، لكن ترشيحه سُحب فجأة بعد تدهور علاقة ترامب بمسك، في خطوة فُسرت على أنها انتقام سياسي. وبعد أكثر من ثمانية أشهر في الحكم، لا تزال ناسا بلا قائد دائم، بينما تراجع البحث الكوكبي لصالح دعم الوقود الأحفوري والتقارب مع شركات التكنولوجيا الكبرى.

يمثل إعلان ناسا عن مؤشرات محتملة على وجود حياة في المريخ خطوة علمية تاريخية، لكنه يكشف أيضًا التناقض الكبير بين العمل البحثي الرائد والسياسات التي تهدد استمراره. وبينما يسلط هذا الإنجاز الضوء على أهمية العلم طويل الأمد، فإن محاولة استغلاله سياسيًا تطرح تساؤلات حول مستقبل تمويل وأولويات برامج الفضاء الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى