تحذير الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic من الذكاء الاصطناعي يُقابل بالرفض من رئيس Nvidia

شهد عالم التكنولوجيا جدلاً حادًا مؤخرًا بعد أن صرّح “داريو أمودي” – الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic – بأن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى القضاء على نحو 50% من الوظائف المكتبية المبتدئة خلال السنوات الخمس القادمة. هذه التوقعات أثارت موجة من الردود، أبرزها من “جنسن هوانغ”، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، الذي رفض بشدة هذه النظرة التشاؤمية.
شاهد ايضا:- الطاقة الحرارية الأرضية: كيف تُحدث Fervo Energy ثورة في مستقبل الطاقة في الولايات المتحدة
تصريحات أمودي وهوانغ: تضارب في الرؤى
في مايو الماضي، حذر أمودي من أن التأثير الواسع للذكاء الاصطناعي على الوظائف المكتبية سيدفع معدلات البطالة إلى ارتفاع بنسبة تصل إلى 20%. لكن خلال مشاركته في مؤتمر VivaTech في باريس، صرّح هوانغ بأنه “يخالف تقريبًا كل ما قاله أمودي”.
قال هوانغ:
“هو يعتقد أن الذكاء الاصطناعي خطير للغاية ويجب أن يكون تحت سيطرة شركته فقط، ويعتقد أيضًا أنه مكلف للغاية، ولا أحد غيرهم يجب أن يطوره، وأخيرًا يرى أن الذكاء الاصطناعي قوي جدًا لدرجة أنه سيتسبب في فقدان الجميع لوظائفهم، وهذا يبرر سبب رغبتهم بأن يكونوا الوحيدين في تطويره”.
ردود Anthropic: اتهامات بالتضليل
ردًا على ذلك، قالت شركة Anthropic إن تصريحات هوانغ لا تعكس بدقة مواقف أمودي. وأكدت في بيان لمجلة Fortune أن:
“داريو لم يصرّح أبدًا بأن ‘شركة Anthropic فقط’ هي القادرة على بناء ذكاء اصطناعي آمن وقوي. بل على العكس، دعا إلى وضع معايير شفافية وطنية لجميع مطوري الذكاء الاصطناعي”.
تاريخ من التوترات بين الشركتين
هذه ليست المرة الأولى التي تتصادم فيها الشركتان. ففي وقت سابق، اختلفت Nvidia وAnthropic حول ما يُعرف بـ قواعد انتشار الذكاء الاصطناعي (AI Diffusion Rules)، والتي تهدف إلى تقييد تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى بعض الدول مثل الصين.
ادعت Anthropic ضرورة فرض رقابة صارمة، مشيرة إلى حالات تهريب رقائق Nvidia بطرق غير تقليدية، مثل استخدامها مع أحشاء مزيفة أو حتى داخل صناديق بها كائنات بحرية. من جانبها، أنكرت Nvidia بشدة حدوث ذلك، رغم تقارير جمارك صينية تؤكد الوقائع.
شاهد ايضا:- لماذا يجب دمج سجلات التدقيق في أنظمة الذكاء الاصطناعي قبل التوسع؟
رؤية Nvidia: التفاؤل بالتكنولوجيا
بوصفه رئيس الشركة التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي تقنيًا، يبدو منطقيًا أن يتبنى هوانغ رؤية أكثر تفاؤلًا. فقد صرّح أكثر من مرة خلال 2024 أن مستقبل الوظائف سيكون مختلفًا، مع ظهور أدوار جديدة مثل مهندسي الطلبات (Prompt Engineers) وخبراء الذكاء الاصطناعي، حتى وإن لم يكن عددهم مساويًا للوظائف التي ستُفقد.
كما يرى أن تعلم البرمجة سيصبح أقل أهمية، داعيًا إلى التركيز على مهارات في مجالات مثل الزراعة والتعليم والطب الحيوي.
أمودي والتحذير من اليوتوبيا الزائفة
من جهته، حذر أمودي من الاعتماد على حلول مثل الدخل الأساسي الشامل (Universal Basic Income) كخيار لمواجهة البطالة. واصفًا إياها بـ”الديستوبيا” (العالم القاتم)، واعتبر أنها حل غير مثالي ولا يجب أن يكون هو الطموح المستقبلي.
شاهد ايضا:- كل ما تريد معرفته عن o3-pro: نموذج OpenAI المتقدم للذكاء الاصطناعي
يكشف الجدل بين Anthropic وNvidia عن انقسام حاد في نظرة الشركات الكبرى لتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. وبين التفاؤل بالتقدم التقني والتخوف من العواقب الاقتصادية والاجتماعية، يبقى السؤال مطروحًا: كيف يمكننا تسخير هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول دون الإضرار بالملايين من الوظائف؟