هل يكون 3I/ATLAS اختبار تورنغ من كائنات فضائية؟

يشير أحد أبرز علماء الفلك المثيرين للجدل في الأوساط الأكاديمية إلى أن جسمًا غريبًا يندفع عبر مجموعتنا الشمسية من الفضاء بين النجوم، قد يكون أُرسل من قبل كائنات فضائية لاختبار مدى ذكائنا.
الجسم المكتشف حديثًا، والذي أطلق عليه اسم 3I/ATLAS، هو ثالث جسم بين نجمي يتم رصده وهو يزور نظامنا الشمسي. وبينما يرى معظم علماء الفلك، بمن فيهم خبراء وكالة ناسا، أنه مجرد مذنب، يصر عالم الفلك في جامعة هارفارد آفي لوب على أنه ربما صُمم من قبل حضارة خارجية، بل ويعتبره بمثابة “اختبار تورنغ” للبشرية.
فرضية آفي لوب
في مدونته الجديدة، التي استكمل بها جدله السابق حول الجسم الأول بين النجوم ʻOumuamua عام 2017 والذي اعتبره “مركبة فضائية”، أوضح لوب أن الافتراض المنطقي لأي مسافر بين النجوم هو وجود صخور جليدية كثيرة في الأنظمة الكوكبية، باعتبارها بقايا من عملية تكوين الكواكب.
لكن، وفقًا له، قد يرى كائن ذكي أن البشر يجب أن يكونوا على دراية بهذه الصخور بسبب سقوط النيازك بشكل متكرر على الأرض. ومع ذلك، يحذر لوب من أن هذا ليس صحيحًا دائمًا.
الجدل العلمي
يرى بعض العلماء أن فكرة لوب بعيدة الاحتمال، إذ وصفها كريس لينتوت، خبير المذنبات في جامعة أوكسفورد، بأنها “هراء كامل وإهانة للعمل العلمي الجاري لفهم هذا الجسم”. ويضيف لوب أنه إذا واجهت كائنات فضائية مثل هذه الردود، فقد تستنتج أن البشر “فشلوا في الاختبار” ولا يستحقون مكانة عالية بين الحضارات الذكية في مجرة درب التبانة.
الأدلة المرصودة
استشهد لوب بصور جديدة من تلسكوب هابل الفضائي للجسم 3I/ATLAS، والتي أظهرت توهجًا أمامه دون وجود ذيل واضح كما هو شائع في المذنبات. كما أن القياسات الطيفية لم تُظهر أي وجود لغازات ذرية أو جزيئية تحيط بالتوهج، مما يعزز فرضية أنه ليس مذنبًا تقليديًا.
وبالتالي، يرى لوب أن هناك تفسيرًا بديلًا أكثر إثارة: قد يكون هذا الجسم جسمًا تكنولوجيًا موجهًا نحو النظام الشمسي الداخلي، وصل في توقيت محدد للاقتراب من المريخ والزهرة والمشتري.
ماذا بعد؟
يقترح لوب اختبار فكرته بطريقة عملية: إرسال رسالة مورس إلى 3I/ATLAS وانتظار الرد. حيث قال إن الرسالة المثالية ستكون: “مرحبًا، أهلًا بكم في جوارنا. سلام!”
ويؤكد لوب: “بصفتي متفائلًا، أفضل التعامل مع هذا الحدث بعقلية إيجابية. كيفية تفاعلنا مع أي ذكاء فضائي ستعتمد على البيانات التي نجمعها.”