تقنيات المستقبل

3 حقائق مهمة عن الذكاء الاصطناعي: استهلاك الطاقة، غموض النماذج، ومعنى AGI

3. الذكاء الاصطناعي يستهلك الكثير من الطاقة، ويزداد جوعه لها

يُعرف الذكاء الاصطناعي باستهلاكه العالي للطاقة، ويرجع ذلك غالبًا إلى كمية الكهرباء المطلوبة لتدريب النماذج الضخمة، رغم أن عملية التدريب لا تتم إلا على فترات متباعدة.

لكن ما تغيّر هو أن هذه النماذج أصبحت تُستخدم يوميًا من قبل مئات الملايين من الأشخاص. صحيح أن استخدام النموذج يتطلب طاقة أقل بكثير من تدريبه، لكن مع هذا الحجم الضخم من المستخدمين، ترتفع تكاليف الطاقة بشكل هائل.

على سبيل المثال، لدى ChatGPT نحو 400 مليون مستخدم أسبوعيًا، ما يجعله خامس أكثر المواقع زيارة عالميًا. وهذا يدفع شركات التقنية إلى الإسراع في بناء مراكز بيانات جديدة وتحديث شبكات الطاقة.

حتى وقت قريب، لم تكن هناك معلومات دقيقة حول حجم الطاقة المطلوب لتشغيل هذه الطفرة التقنية، نظرًا لعدم إفصاح الشركات الكبرى عن البيانات. لكن هذا بدأ يتغير مع قيام باحثين بتحليل بيانات إصدارات مفتوحة المصدر من هذه النماذج.


4. لا أحد يعرف بالضبط كيف تعمل النماذج اللغوية الكبيرة

نعرف كيف نبنيها، ونعرف كيف نجعلها تعمل بكفاءة عالية، لكن آلية عملها الداخلية لا تزال غامضة. الأمر أشبه بامتلاك تقنية قادمة من الفضاء الخارجي، والعلماء يحاولون تحليلها من الخارج لمعرفة طبيعتها.

هذا أمر غير مسبوق في تاريخ التكنولوجيا الجماهيرية: منتج يستخدمه مليارات الأشخاص لكن طريقة عمله الدقيقة غير مفهومة بالكامل.

ولماذا هذا مهم؟ لأننا حتى نفهمها أكثر، لن نعرف بالضبط ما يمكنها وما لا يمكنها فعله، ولن نستطيع التحكم في سلوكها بشكل كامل أو القضاء على ظاهرة “الهلوسة” في إجاباتها.


5. مصطلح AGI لا يعني شيئًا محددًا

حتى وقت قريب، كان الحديث عن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) أمرًا هامشيًا، لكن مع تطور الذكاء الاصطناعي وتحوله إلى صناعة مربحة، أصبح خبراء كبار يتحدثون عن قرب تحقيقه—مهما كان تعريفه.

يُستخدم المصطلح للإشارة إلى ذكاء اصطناعي يستطيع مجاراة البشر في نطاق واسع من المهام الإدراكية، لكن التعريف مليء بالثغرات:

  • ما المقصود بـ “الأداء”؟

  • أي فئة من البشر نقارن بها؟

  • ما هو نطاق المهام؟

كما أن التعريف دائري، لأن “الأداء على المهام الإدراكية” هو في حد ذاته تعريف الذكاء.

اليوم، غالبًا ما يُستخدم المصطلح لوصف “ذكاء اصطناعي أفضل من الموجود حاليًا” دون معيار واضح. هناك إيمان شبه مطلق بأن الذكاء الاصطناعي سيتطور أكثر لأنه تطور في الماضي، لكن لا توجد أي ضمانات على ذلك.

نحن نبني آلات تستطيع محاكاة بعض قدرات البشر، لكننا ما زلنا نميل إلى تخيل عقل بشري يقف وراءها، مما يؤدي إلى مبالغات في تقدير قدراتها. من المهم الانبهار بهذه التقنية، لكن من الضروري أيضًا التعامل بحذر مع الادعاءات حولها، لأننا لا نزال في المراحل الأولى، وكل شيء ما زال مفتوحًا للتغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى