تقنيات المستقبل

خلاف داخل صفوف أنصار ترامب بسبب خطة الذكاء الاصطناعي الجديدة

تسود أجواء مشحونة في السياسة الأمريكية نتيجة الانقسامات الحزبية المعتادة، لكن في الفترة الأخيرة لم يقتصر الانقسام على المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، بل امتد ليشمل حتى بعض أشد المؤيدين ولاءً للرئيس دونالد ترامب، وذلك بسبب هوسه المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

فبعد إعلانه عن “خطة العمل الوطنية للذكاء الاصطناعي” هذا الصيف — وهي خطة شاملة أطلقها البيت الأبيض تهدف إلى تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي مع تقليل القيود التنظيمية — بدأ عدد من الشخصيات اليمينية المتطرفة، مثل مارجوري تايلور غرين وستيف بانون، في توجيه انتقادات لاذعة لترامب بسبب سياساته التقنية.

وكتبت النائبة مارجوري تايلور غرين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، في اليوم التالي لتوقيع ترامب الأمر التنفيذي المعنون بـ**”منع الذكاء الاصطناعي المستيقظ في الحكومة الفيدرالية”**، قائلة:

“لدي العديد من المخاوف بشأن أمر الرئيس التنفيذي بخصوص الذكاء الاصطناعي. يدعو هذا القرار إلى توسع سريع في الذكاء الاصطناعي دون حواجز أو قيود كافية، وهذا النهج غير حكيم.”

أما ستيف بانون، الذي شغل منصب كبير مستشاري ترامب الاستراتيجي في بداية ولايته الأولى، فشبه الخطة بـ**”استحضار الشيطان”، وفقًا لتقرير جديد من موقع “بوليتيكو”. وكان بانون قد أثار الجدل في سبتمبر عندما انضم إلى لورا لوومر، المعروفة بنظرياتها المؤامراتية، في هجوم حاد على ترامب بسبب صور عشاء جمعته مع أثرياء التكنولوجيا مثل مارك زوكربيرغ وبيل غيتس**.

وقالت لوومر في منشور لها:

“لا يوجد مؤيد حقيقي لترامب سيكون سعيدًا برؤية هذه الصورة الليلة. زوكربيرغ وغيتس يجب أن يكونا في السجن، وليس على طاولة العشاء مع الرئيس.”

من جهتها، أعلنت كانديس أوينز، إحدى أبرز الشخصيات الإعلامية المحافظة سابقًا، سحب دعمها لترامب هذا الصيف، وصرّحت بأنها تشعر بـ”الحرج” لأنها شاركت في حملته الانتخابية لعام 2024. ورغم أنها لم تنتقد سياسة الذكاء الاصطناعي لترامب بشكل مباشر، فقد عبّرت عن رفضها العلني للتقنيات مثل روبوت المحادثة Grok من تطوير إيلون ماسك، واصفة إياه بأنه “خطر متأصل”.

وانضم إلى منتقدي ترامب من الداخل أيضًا شخصيات سياسية أخرى، مثل السيناتورة مارشا بلاكبيرن من تينيسي، والتي كانت قد أبدت دعمًا سابقًا له عندما وقّع أمرًا بنشر مئات من عناصر الحرس الوطني في ممفيس. لكنها رفضت أحد بنود “مشروع القانون الكبير” المتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي، قائلة:

“هذا البند يمكن أن يسمح لعمالقة التكنولوجيا بمواصلة استغلال الأطفال والمبدعين والمحافظين. لا يمكننا منع الولايات من سن قوانين لحماية مواطنيها حتى يُقر الكونغرس تشريعات فدرالية مثل قانون حماية الأطفال على الإنترنت.”

هذا الانقسام يكشف عن تناقض جذري بين القاعدة الشعبية لترامب من المحافظين المناهضين للمؤسسة، والمصالح المالية المرتبطة بعمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون.

وقال مارك بيل، المدير السابق للاستراتيجية والسياسات في مركز الذكاء الاصطناعي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، لموقع بوليتيكو:

“مخاوف القاعدة الشعبية من شركات التكنولوجيا العملاقة تتصادم مع نفوذ وادي السيليكون داخل هذه الإدارة.”

وأكد وينتون هول، مدير وسائل التواصل الاجتماعي في موقع Breitbart اليميني، على القلق المنتشر داخل التيار المحافظ:

“بالتأكيد هناك قلق داخل الحركة المحافظة من قضايا مثل سلامة الأطفال والصحة النفسية. كذلك يُنظر إلى موضوع التحول الإنساني (Transhumanism) باعتباره مصدر تهديد حقيقي.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى