كيف تعمل الأشياء

ألعاب الفيديو في قلب التضليل الإعلامي: عندما تتحول الحرب إلى محاكاة

من المثير للدهشة أن مشاهد من ألعاب فيديو مثل Arma 3 وWar Thunder أصبحت تُستخدم بشكل متكرر كـ”أدلة مصورة” في النزاعات العسكرية الحقيقية. فمع تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط، انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تُظهر إسقاط طائرات حربية إسرائيلية، لكنها في الواقع مشاهد مأخوذة من ألعاب حربية إلكترونية.

في 13 يونيو 2025، وبعد الغارات الجوية المفاجئة التي شنتها إسرائيل على أهداف إيرانية، نشرت قوات الحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو يُظهر ما قيل إنه إسقاط لطائرة إسرائيلية. الفيديو نُشر أولاً عبر وكالة أنباء “تسنيم” المرتبطة بالحرس، قبل أن ينتشر على منصات التواصل مصحوبًا بتعليقات مثل:

“أسقطنا طائرة إسرائيلية”.

لكن الحقيقة أن هذا الفيديو مأخوذ من لعبة Arma 3، المعروفة بجرافيكها الواقعي للغاية. وقد خدع الفيديو عددًا كبيرًا من المستخدمين إلى درجة أن الجيش الإسرائيلي اضطر لإصدار بيان لصحيفة The Jerusalem Post يؤكد فيه أن “الفيديو مزيف” وأن “أي طائرة إسرائيلية لم تُسقط”.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على Arma 3 فقط؛ بل ظهر مقطع آخر أكثر إقناعًا يدّعي أنه يُظهر طائرة F-35 إسرائيلية تُدمر بواسطة الدفاعات الجوية الإيرانية. غير أن هذا الفيديو أيضًا مأخوذ من لعبة War Thunder، وقد أنشأه أحد المعجبين قبل أسبوعين من الواقعة، ووصفه بأنه يُظهر “منظومة الدفاع الجوي الروسية 9K33 Osa وهي تدمر طائرة F/A-18C أمريكية”.

شاهد ايضا :-

سجل حافل بالتزييف

تاريخ التلاعب بمقاطع ألعاب الفيديو طويل، فمثلاً في أكتوبر 2022 انتشر مقطع يُزعم أنه يُظهر الجيش الأوكراني يدمر دبابات روسية، لكنه في الحقيقة كان من Arma 3. كما ظهرت أجزاء من نفس الفيديو في عام 2020 بزعم أنها تُظهر سلاحًا أمريكيًا يسقط صاروخًا إيرانيًا.

وفي عام 2018، عرض التلفزيون الروسي مقطعًا من Arma 3 على أنه توثيق حقيقي للحرب في سوريا. أما في 2019، فقد صدق سياسي باكستاني مقطعًا من لعبة GTA V يُظهر طائرة تهبط بصعوبة، وامتدح مهارة الطيار، ظنًا منه أن الفيديو حقيقي.

وفي حادثة أخرى عام 2017، نشرت وزارة الدفاع الروسية صورة من لعبة محمولة تُدعى AC-130 Gunship Simulator على أنها دليل قاطع لمساعدة الولايات المتحدة لتنظيم داعش.

كيف تميز المقاطع المزيفة؟

ردًا على انتشار المقاطع المزيفة، نشرت شركة Bohemia Interactive المطوّرة لـ Arma 3 دليلاً لتفادي الوقوع في فخ المقاطع المفبركة، ومن أبرز العلامات:

  • جودة منخفضة جدًا للفيديو رغم توفر الهواتف الذكية على كاميرات HD.

  • اهتزاز مصطنع بالكاميرا لإضفاء طابع درامي وإخفاء جودة الرسومات.

  • تصوير في الليل أو في ظروف إضاءة منخفضة لإخفاء التفاصيل.

  • غياب المؤثرات الصوتية الحقيقية أو استخدام أصوات ألعاب.

  • عدم ظهور أشخاص يتحركون بشكل طبيعي في المشهد.

  • ظهور عناصر واجهة المستخدم (HUD) مثل عداد الذخيرة أو رسائل اللعبة.

  • تأثيرات غير طبيعية للانفجارات أو الدخان مثل الغيوم المنفصلة بشكل غير واقعي.

  • مركبات وزي عسكري غير مطابق للواقع أو للمسرح العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى