Warning: Undefined variable $server_full in /home/patribotics3ws/public_html/wp-content/themes/jannah/single.php on line 52
كيف تعمل الأشياء

هل ترفع المتاجر الأسعار عبر ملصقات الأسعار الرقمية؟ دراسة جديدة تُجيب

في السنوات الأخيرة، أثارت ملصقات الأسعار الرقمية جدلاً واسعًا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وبينما يخشى بعض المتسوقين والمشرّعين من أن هذه التقنية قد تُستخدم لفرض زيادات مفاجئة وغير متوقعة في الأسعار بناءً على الطلب، تُشير دراسة أكاديمية حديثة إلى أن تلك المخاوف قد تكون مبالغًا فيها.

دراسة علمية تدحض فرضية “الأسعار الديناميكية”

قام باحثون من جامعة تكساس في أوستن، وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وجامعة نورث ويسترن بتحليل بيانات أسعار لمدة خمس سنوات من سلسلة متاجر كبرى بدأت باستخدام الملصقات الرقمية في عام 2022. وخلصت الدراسة إلى أنه لم يظهر أي دليل على أن المتجر قد مارس “التسعير المفاجئ” أو الديناميكي بعد التحول إلى الملصقات الرقمية.

وفقًا للبيانات:

  • كانت الزيادات المؤقتة في الأسعار نادرة جدًا قبل التحول، وشملت فقط 0.005٪ من المنتجات يوميًا.

  • بعد إدخال التقنية، ارتفعت هذه النسبة بمقدار 0.0006 نقطة مئوية فقط.

  • كما لاحظ الباحثون زيادة طفيفة في الخصومات على المنتجات بعد اعتماد التقنية.

المخاوف لا تزال مستمرة

رغم نتائج الدراسة، لا تزال الشكوك تحوم حول هذه التقنية. تنتشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من أن المتاجر قد تستغل هذه الملصقات لرفع الأسعار فورًا – مثلًا، رفع سعر الآيس كريم خلال موجات الحر أو المظلات أثناء الأمطار.

استجابةً لذلك، طرح مشرّعون في عدة ولايات مشاريع قوانين لتقييد أو حظر استخدام الملصقات الرقمية، مشيرين إلى احتمال إساءة استخدامها وتأثيرها على الوظائف المحلية. ففي ولاية أريزونا، لم يُعرض بعد مشروع قانون يحظر هذه الملصقات على جلسة استماع، لكن النائب الديمقراطي سيزار أغيلار لا يزال يضغط باتجاه مزيد من الرقابة.

قضايا الخصوصية

أثار بعض النقاد مخاوف تتعلق بالخصوصية. ففي خريف العام الماضي، وجّه السيناتور إليزابيث وارن وبوب كيسي رسالة إلى سلسلة متاجر “كروغر”، مستفسرين عما إذا كانت الشركة تخطط لدمج الملصقات الرقمية بكاميرات وتحليلات بيانات من أجل تسعير ديناميكي. إلا أن كروغر نفت استخدام التعرف على الوجوه، مؤكدة أن استراتيجيتها في التسعير تهدف إلى الحفاظ على الأسعار منخفضة لجذب المزيد من العملاء.

ليست تقنية جديدة

رغم الجدل الحالي، فإن ملصقات الأسعار الرقمية ليست تقنية حديثة. فقد تم اعتمادها في المتاجر الأوروبية وبعض سلاسل التجزئة الأمريكية مثل “كولز” منذ أكثر من عقد. ومع ذلك، لا يزال استخدامها في محلات البقالة الأمريكية محدودًا؛ إذ تُستخدم في حوالي 5 إلى 10% من المتاجر، مقارنةً بنحو 80% في أوروبا.

التكلفة عائق رئيسي

أوضحت “أماندا أورين”، نائبة رئيس الاستراتيجيات في شركة Relex Solutions، لوكالة أسوشيتد برس أن التكلفة المرتفعة – التي تتراوح ما بين 5 إلى 20 دولارًا لكل ملصق – تشكل عائقًا أمام الانتشار الواسع. إذ قد يتطلب تجهيز متجر واحد يحتوي على عشرات الآلاف من المنتجات استثمارًا ماليًا كبيرًا.

اتجاه متصاعد في السوق الأمريكي

رغم ذلك، فإن الزخم يتزايد لاعتماد هذه التقنية. أعلنت وولمارت، أكبر سلسلة بقالة في أمريكا، عن خططها لتثبيت الملصقات الرقمية في 2300 متجر بحلول عام 2026. كما تعمل كل من “كروغر” و”هول فودز” على توسيع استخدامها.

ويُشير تجار التجزئة إلى فوائد كبيرة من حيث الكفاءة؛ حيث تُقدّر وولمارت أن التحول من الملصقات الورقية إلى الرقمية يقلص وقت تحديث أسعار 120,000 منتج من يومين إلى دقائق فقط. بل إن بعض الملصقات الرقمية توفر مزايا إضافية، مثل رموز QR لوصفات الطعام أو معلومات غذائية، وتسهم في تسهيل تجربة التسوق لمستخدمي تطبيق Instacart.

الابتكار في أوروبا: تقليل الهدر الغذائي

في أوروبا، مكّنت الملصقات الرقمية من ابتكارات تهدف إلى تقليل الهدر الغذائي. على سبيل المثال، تستخدم متاجر Albert Heijn في هولندا وبلجيكا الذكاء الاصطناعي لخفض أسعار المنتجات التي تقترب من تاريخ انتهاء الصلاحية تلقائيًا، وهي ممارسة يُقال إنها خفضت النفايات الغذائية بأكثر من 250 طنًا سنويًا.

خلاصة: لا مصلحة للتجار في إزعاج العملاء

بينما تستمر النقاشات حول هذه التقنية، يؤكد مؤلفو الدراسة أن تجار البقالة لا يملكون حافزًا لزعزعة ثقة العملاء من خلال تغييرات سعرية مفاجئة.

“بيع البقالة ليس كبيع الأثاث، إنها ليست صفقة لمرة واحدة – بل تريد عودة العملاء أسبوعيًا”،
– قال المؤلف المشارك في الدراسة إيوانيس ستاماتوبولوس.

رابط المصدر:

TechSpot – Digital Shelf Labels

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى