كيف تعمل الأشياء

اكتشاف أعداد خفية من الكويكبات المشتركة في مدار الزهرة تهدد الأرض على المدى البعيد

باختصار: كشفت دراسة حديثة أن كوكب الزهرة، أقرب جار كوكبي للأرض، قد يضم عددًا كبيرًا من الكويكبات التي لم تُكتشف بعد، والتي تمتلك القدرة على عبور مدار الأرض خلال آلاف السنين. وعلى الرغم من أن هذه الأجرام الفضائية لا تشكل تهديدًا فوريًا، فإن مداراتها الخفية وقربها من كوكبنا دفعت علماء الفلك إلى إعادة النظر في طرق مراقبة الأجسام القريبة من الأرض.

الكويكبات المشتركة المدار — وهي كويكبات تسير بجانب الكواكب دون أن تدور حولها بشكل كامل — تُعد من الأجسام الفضائية التي يصعب تعقبها. يضم الزهرة حاليًا 20 كويكبًا من هذا النوع، بما في ذلك كويكبات “تروجان” والقمر شبه الغريب “زووزف”. هذه الأجسام، التي يزيد قطر كل منها عن 140 مترًا (460 قدمًا)، قد تتسبب في دمار واسع النطاق إذا اصطدمت بالأرض. وتشير المحاكاة إلى أن مداراتها، التي تتشكل نتيجة التفاعلات الجاذبية مع الزهرة وكواكب أخرى، قد تعيد توجيهها نحو كوكبنا في نهاية المطاف.

قال فاليريو كاروبا، عالم فلك في جامعة ولاية ساو باولو والمؤلف الرئيسي للدراسة، لموقع Live Science: “لا يوجد من هذه الأجسام المشتركة المدار تهديد وشيك لضرب الأرض”.

نشر فريقه البحثي على موقع arXiv قبل مراجعة النظراء، حيث قاموا بمحاكاة سلوك كويكبات افتراضية cloned ذات مدارات أقل استدارة على مدى 36,000 سنة. أظهرت النتائج أن بعضها قد يتجه نحو مسارات تصادم مع الأرض، رغم أن احتمالية حدوث ذلك لا تزال غير مؤكدة.

تمتلك معظم الكويكبات المشتركة المدار في الزهرة مدارات شديدة الإهليلجية، مما يسهل اكتشافها خلال فترات الرصد القصيرة. ومع ذلك، يقترح كاروبا وفريقه وجود أعداد أكبر من الكويكبات ذات مدارات أقل استدارة، مختفية عن الرؤية بسبب وهج الشمس. وقد تهرب هذه الأجسام من الكشف حتى تقترب من الأرض، كما حدث في إنذار كاذب حديث لكويكب اعتُقد في البداية أن لديه فرصة 2.3٪ لضرب الأرض عام 2032، قبل أن يتم استبعاد ذلك لاحقًا.

من المتوقع أن يرصد مرصد فيرا روبن عددًا كبيرًا من الكويكبات خلال عمليات المسح المنتظمة التي سيبدأها في أواخر 2025.

تسلط الدراسة الضوء على الطبيعة الفوضوية لمدارات هذه الكويكبات، حيث يبلغ متوسط زمن ليابانوف — وهو الفترة التي تصبح بعدها مساراتها غير قابلة للتنبؤ — حوالي 150 سنة فقط. وهذه الطبيعة المتقلبة تعقد تقييم المخاطر على المدى الطويل، مما يستلزم استخدام نماذج إحصائية بدلاً من تحليل مدار واحد فقط.

ستتقدم جهود رصد هذه التهديدات مع بدء تشغيل مرصد فيرا روبن في تشيلي في أواخر 2025، حيث سيمكن تلسكوبه واسع المجال من رصد الكويكبات الخافتة خلال فترات ظهورها القصيرة. لكن كاروبا يرى أن أدوات المراقبة القائمة على الأرض قد لا تكون كافية وحدها. وقال الباحثون: “لن يكون بالإمكان رسم خرائط لجميع الكويكبات الخفية إلا من خلال حملة مراقبة مخصصة بواسطة مهمة فضائية قرب مدار الزهرة.”

يمكن أن توفر المهمات المقترحة قرب مدار الزهرة، مثل تلسكوبات موضوعة عند نقاط توازن جاذبية، رؤية أوضح لهذه الأجسام. وفي الوقت ذاته، يظل كاروبا متفائلًا بحذر: “أعتقد أننا لا يجب أن نستهين بخطورتها المحتملة، لكني لا أعتقد أن الأمر يستحق القلق الشديد الآن. قريبًا ستتحسن معرفتنا بهذه الفئة.”

بعد عقدين من تكليف ناسا بمهمة تتبع 90٪ من الكويكبات القريبة من الأرض، يبرز اكتشاف الكويكبات المشتركة المدار مع الزهرة الحاجة إلى توسيع نطاق البحث الحالي. ففي حين تركز المسوحات الحالية على الأجسام ضمن 1.3 وحدة فلكية من الأرض، تكشف أبحاث كاروبا عن ثغرات حرجة في مراقبة الكويكبات المرتبطة بكواكب أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى