الروبوتات

وكالة الفضاء الأوروبية تطور نظام CREAM بالذكاء الاصطناعي لإدارة حركة الأقمار الصناعية وتفادي الاصطدامات

أزمة ازدحام المدارات الفضائية

الأرقام تكشف حجم المشكلة:

  • أكثر من 11,000 قمر صناعي نشط يدور حول الأرض.

  • أكثر من 1.2 مليون قطعة حطام فضائي أكبر من سنتيمتر واحد.

في ظل هذه الأعداد، يمكن لشظية صغيرة بحجم رقاقة طلاء أن تُلحق ضررًا جسيمًا بمركبة فضائية، بينما قد يؤدي الحطام الأكبر إلى تدمير قمر صناعي كامل.

إدارة هذه المخاطر أصبحت تحديًا يوميًا لمشغلي الأقمار الصناعية، حيث يضطر خبراء لتقييم التهديدات يدويًا، حساب المخاطر، والتنسيق مع مشغلين آخرين، وهي عملية مرهقة وقابلة للخطأ.

هنا يأتي دور مشروع CREAM

أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) مشروع Collision Risk Estimation and Automated Mitigation (CREAM)، الذي يهدف إلى أتمتة عمليات تجنب الاصطدامات.

  • يقوم النظام بتقييم احتمالية التصادمات.

  • توليد خطط مناورات دقيقة.

  • دعم قرارات التشغيل مع تدخل بشري محدود.

يمكن اعتباره أشبه بـ برج مراقبة جوي للفضاء، لكن بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإدارة التنسيق المعقد.

وسيط بالذكاء الاصطناعي

إحدى أبرز ميزات CREAM أنه يربط بين مختلف الأطراف:

الأهم أنه يمكنه التفاوض بين المشغلين عند وجود خطر اصطدام بين قمرين صناعيين نشطين، وإذا لم يتم الاتفاق، يحيل الخلاف إلى خدمات وساطة لضمان الشفافية والعدالة.

من النماذج الأرضية إلى المدار

حاليًا، يعمل CREAM كنظام تجريبي أرضي طورته شركتا GMV الإسبانية و Guardtime الإستونية.

  • يستطيع إصدار تنبيهات اصطدام وتوليد مناورات قابلة للتنفيذ.

  • يجري الإعداد لاختبارات أوسع، بما في ذلك:

    • بعثات piggyback حيث يتم حمل النظام كحمولة رقمية على مركبات فضائية أخرى.

    • مهمة تجريبية مخصصة لاختبار قدراته في بيئة الفضاء القاسية.

دور CREAM في حوكمة الفضاء

منذ عقود، كان وضع “قواعد السير في الفضاء” يواجه معضلة: لا يمكن الاتفاق على القواعد ما لم تكن هناك تقنية تفرضها.
يوفر CREAM هذه القاعدة التكنولوجية المفقودة عبر:

  • أدوات قياسية تساعد المشغلين على الالتزام بالممارسات الفضلى.

  • منح المنظمين وسائل لرصد الامتثال.

  • تصميم مرن يتيح تحديث المعايير مع تطور الأعراف الدولية.

بهذا الشكل، لن يصبح النظام قديمًا مع مرور الوقت، بل يمكنه التطور والتكيف مع توسع النشاط البشري في الفضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى