الروبوتات

ظاهرة العمل المزدوج (Overemployment): لماذا قد يضر مسارك المهني أكثر مما ينفعك؟

ظاهرة العمل المزدوج: هل هي فرصة أم فخ مهني؟

خلال جائحة كوفيد-19 ومع انتشار العمل عن بُعد، ظهرت ظاهرة جديدة عُرفت باسم Overemployment، حيث بدأ البعض بمحاولة الجمع سرًا بين وظيفتين بدوام كامل. انتشرت هذه الفكرة على نطاق واسع حتى أن منتدى /r/overemployed على منصة ريديت وصل إلى نحو نصف مليون عضو، يسعى معظمهم لمضاعفة الدخل وتسريع الوصول إلى الحرية المالية.

ومع عودة الموظفين إلى المكاتب، تراجعت هذه الظاهرة، لكنها لم تختفِ تمامًا. أحد المهندسين صرّح مؤخرًا أنه ما زال يعمل في وظيفتين، رغم ما يدره ذلك من دخل إضافي، إلا أنه يعيش حالة من الضغط النفسي والقلق بسبب إخفاء الأمر عن مدرائه.

لماذا يُعد العمل المزدوج فكرة سيئة؟

من الناحية القانونية، معظم عقود العمل تمنع صراحة الجمع بين وظيفتين دون موافقة مسبقة. لكن حتى لو تجاوزنا الجانب القانوني، فإن المشكلة الأعمق هي أن هذا السلوك يقيد نموك المهني:

  • لن تتمكن من بناء علاقات قوية مع زملائك.

  • ستضطر دائمًا إلى التوازن الحذر بدلًا من الإبداع والإنتاجية.

  • مع التقدم في السلم الوظيفي، تصبح الثقة والتعاون هي الأساس، وهو ما يُفقدك إياه هذا السلوك السري.

كيف يمكن لمهندس في منصب رفيع أن يقدم إرشادًا أو يتعاون بصدق وهو يخفي عن فريقه جزءًا كبيرًا من حياته المهنية؟

الحل: الالتزام والتركيز على وظيفة واحدة

الطريقة الأكثر فاعلية للنمو المهني ليست عبر مضاعفة الوظائف، بل عبر:

  • الالتزام الكامل بوظيفة واحدة داخل شركة نامية.

  • التركيز على تطوير مهارات حقيقية.

  • بناء علاقات مهنية متينة.

  • الاستفادة من أثر التراكم الناتج عن الخبرة المركزة والالتزام طويل الأمد.

هذا النهج يُعد أكثر بساطة وأخلاقية من محاولة الجمع بين وظيفتين، كما أنه يحقق عوائد أفضل على المدى الطويل، ويجعل التجربة المهنية أكثر متعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى