المواصفات والكاميرات تحظى دائمًا بالاهتمام الأكبر. لكن في حال تعرّض هاتفك للعطل، فلن تفيدك أي من هذه الميزات. إن قابلية الإصلاح هي ما يُبقي جهازك يعمل — ويُبقي محفظتك آمنة. لذلك، ينبغي أن تكون قابلية الإصلاح أولوية دائمة عند التفكير في شراء هاتف جديد.
ترقية أقل تعني اعتمادًا أكبر على الدعم الفني
عدد متزايد من المستخدمين باتوا يحتفظون بهواتفهم لفترات أطول، جزئيًا لأن الحافز للترقية لم يعد واضحًا كما كان في السنوات السابقة. أما المتحمسون للتقنية مثلك ومثلي ممن يتابعون الأخبار التقنية، فيمكنهم بسهولة ذكر عشرات الأسباب التي تجعل الهواتف الرائدة الجديدة تتفوق على سابقتها، بما في ذلك ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة، والكاميرات الأفضل، والمعالجات الأسرع.
ولكن بالنسبة للمستخدم العادي، الذي يرى الهاتف في النهاية كبوابة لتطبيقاته المفضلة، فإن هذه المزايا لا تعني الكثير. إذا كان الهاتف لا يزال يعمل بشكل جيد، فما السبب الحقيقي لشراء هاتف جديد وتحمل عناء إعداده مرة أخرى؟
بالنسبة لهؤلاء، فإن الأهم هو أن الشركة المصنّعة تستمر في تقديم خدمات الإصلاح لسنوات قادمة، حتى لا يُجبروا على الترقية بسبب عدم توافر قطع الغيار. وإذا كنت من هؤلاء، فإن “أبل” و”سامسونج” هما الخياران الأكثر أمانًا بطبيعة الحال، لأن الشركات الأخرى غالبًا ما توقف الدعم بعد ثلاث سنوات فقط.
استبدال البطارية هو أسرع وسيلة لإطالة عمر المنتج
الكل يبحث عن بطارية تدوم طويلًا، ولكن بطاريات الليثيوم-أيون تفقد من كفاءتها مع الوقت. وبعد عامين من الاستخدام، تبدأ السعة المتبقية في أن تصبح مزعجة. وبحلول السنة الثالثة، قد تفكر في الترقية.
لكن ذلك ليس ضروريًا. إذا كان باقي مكونات الهاتف يعمل بشكل جيد، فإن استبدال البطارية وحده يمكن أن يطيل عمر الهاتف لسنتين إضافيتين على الأقل. تكمن المشكلة في نظام إزالة البطارية، ومدى سهولة أو صعوبة العملية حسب تصميم الشركة المصنعة.
على سبيل المثال، شركة Google ما زالت تستخدم لاصقًا قويًا لتثبيت البطارية في الهيكل، مما يجعل إزالتها واستبدالها صعبًا حتى باستخدام أدوات متخصصة، ناهيك عن المستخدم العادي. كما أن هذا يعقّد من عملية إعادة تدوير البطارية، حيث قد يضطر الفني إلى تسخينها لفك اللاصق، والتسخين يؤثر سلبًا على كيمياء البطارية.
في المقابل، أزالت شركة Samsung استخدام المواد اللاصقة تمامًا، واستبدلتها بشرائط لاصقة سهلة السحب، تجعل إخراج البطارية بسيطًا جدًا. أما هاتف Fairphone المصمم خصيصًا لقابلية الإصلاح، فالأمر أسهل بكثير؛ فقط قم بإزالة الغطاء الخلفي لتصل إلى البطارية.
إذا كنت تنوي استخدام هاتفك لأكثر من ثلاث سنوات، فاستبدال البطارية سيكون حتميًا في وقت ما. لذا، من المهم التأكد من سهولة الوصول إليها. وحتى إذا قمت بالاستبدال عن طريق فني، فإن سهولة إزالة البطارية تسرّع العملية وتقلل من تكلفتها.
التصميم المعياري يجعل الإصلاحات أسرع وأرخص
التصميم المعياري يعني أنك ستقوم بإصلاح الجزء التالف فقط، دون المساس بباقي المكونات. على النقيض من هواتف آيفون القديمة، حيث كان استبدال الزجاج الخلفي قد يكلف مئات الدولارات، لأنه كان ملتصقًا بالشاسيه مباشرة ويتطلب أدوات خاصة مثل الحرارة أو المذيبات أو حتى الليزر لإزالته.
لحسن الحظ، قامت “أبل” بتحسين التصميم الداخلي في طرازاتها الحديثة، مما جعل الإصلاح أسهل وأرخص بكثير.
مع التصميم المعياري، تكون المكونات منفصلة، مما يعني أنك ستدفع فقط مقابل الجزء المعطوب. وهذا يترجم إلى تكلفة أقل للإصلاح، ووقت أقل لتعطل الهاتف، وأعطال أقل عند حدوث مشاكل. إنه تصميم ذكي وفعّال ويوفّر المال.
كيف تتحقق من قابلية إصلاح الهاتف؟
تدّعي الشركات أحيانًا أنها تهتم بقابلية الإصلاح لتعزيز صورتها البيئية، لكن الطريقة الوحيدة للتحقق من ذلك هي إجراء بعض البحث. فيديوهات التفكيك على YouTube مثل تلك التي يقدمها JerryRigEverything أو PBKreviews تُظهر مدى سهولة أو صعوبة فتح الجهاز واستبدال الأجزاء.
أيضًا، توفر منصة iFixit تقييمات لقابلية الإصلاح استنادًا إلى عوامل مثل توافر القطع، ومتطلبات الأدوات، والتصميم المعياري. واعتبارًا من 20 يونيو 2025، ستُعرض درجة قابلية الإصلاح على ملصق الطاقة للهواتف المباعة في الاتحاد الأوروبي، مما يسهل مقارنة النماذج بشكل مباشر. إذا كانت الاستدامة مهمة لك، فهذه خطوات يجب ألا تتجاهلها.
فكّر في القيام بالإصلاح بنفسك عبر أدلة iFixit
ليست كل عملية إصلاح تستدعي زيارة مركز الخدمة. مواقع مثل iFixit تقدم أدلة مفصّلة خطوة بخطوة لإصلاحات شائعة مثل استبدال البطارية أو الشاشة. إذا كانت لديك يد ثابتة ومجموعة أدوات أساسية، فيمكنك إجراء هذه الإصلاحات بنفسك وتوفير الكثير من المال.
العديد من الهواتف تحتاج فقط إلى فك بعض البراغي والدقة في العمل. وغالبًا ما توفر iFixit روابط مباشرة لشراء الأدوات والقطع المطلوبة، مما يجعل الأمر أكثر سهولة. في المشاكل البسيطة، يعتبر الإصلاح الذاتي خيارًا ذكيًا وموفّرًا ومتاحًا أكثر مما تظن.
بغض النظر عن مدى قوة ادعاءات الشركة حول متانة هاتفها، فهو غير محصن ضد التلف، ولا حتى ضد عوامل التآكل. وإذا كنت تنوي استخدام هاتفك لسنوات، تأكد أن الشركة المصنعة تنوي دعمه طوال تلك الفترة أيضًا.
