الحرب السيبرانية تتصاعد: اختراق التلفزيون الإيراني وسرقة ملايين من العملات الرقمية

في مساء الأربعاء، تعرضت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية لهجوم سيبراني أدى إلى قطع البث المعتاد وعرض مقاطع فيديو تدعو إلى الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، بحسب عدة تقارير إعلامية.
حتى الآن، لم يتم التعرف على الجهة المسؤولة عن الهجوم، إلا أن السلطات الإيرانية اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء العملية، حسبما أفادت قناة إيران إنترناشونال.
وقالت الهيئة في بيان:
“إذا واجهتم انقطاعات أو رسائل غير ذات صلة أثناء مشاهدة القنوات التلفزيونية، فهذا بسبب تدخل العدو في إشارات الأقمار الصناعية.”
اختراق متزامن للبنوك ومنصات العملات الرقمية
تزامن الهجوم على البث التلفزيوني مع اختراق بنك سباه ومنصة Nobitex، وهي أكبر بورصة عملات رقمية في إيران.
وقد أدى الهجوم على Nobitex إلى سرقة أكثر من 90 مليون دولار، مما يُعد تصعيدًا غير مسبوق في الصراع السيبراني المستمر منذ أكثر من عقد بين إيران وإسرائيل.
وصرّحت شركة TRM Labs:
“تعاملت الكيانات الإيرانية مع الأصول الرقمية كوسيلة للتمويل البديل وكأداة استراتيجية لدعم الطموحات الجيوسياسية، بما في ذلك تطوير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.”
وأضافت: “هذا الحادث يُبرز كيف أصبحت بورصات العملات الرقمية أهدافًا استراتيجية في النزاعات السياسية.”
مراقبة بالكاميرات داخل إسرائيل
في تطور آخر، كشفت تقارير إسرائيلية أن إيران قامت بقرصنة كاميرات المراقبة الخاصة داخل إسرائيل بهدف جمع معلومات استخباراتية مباشرة،
وهي نفس الإستراتيجية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا عام 2022.
وقال رفائيل فرانكو، نائب المدير السابق للهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل:
“نعلم أن الإيرانيين حاولوا خلال اليومين أو الثلاثة الماضية الاتصال بكاميرات المراقبة لمعرفة نتائج ضرباتهم وتحسين دقتها.”
تصاعد الهجمات الموزعة (DDoS) ضد إسرائيل
وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأمن السيبراني Radware، فإن ما يقارب 40% من نشاط هجمات DDoS المرتبطة بالهاكرز منذ بداية التصعيد الأخير كان موجهًا ضد إسرائيل.
في 17 يونيو، حذرت مجموعة DieNet من أنها ستهاجم الولايات المتحدة إلكترونيًا إذا انضمت للنزاع ضد إيران.
وقد ترددت هذه الرسالة بين مجموعات أخرى مثل Arabian Ghosts، وSylhet Gang، وTeam Fearless، مما يشير إلى احتمال تشكيل تحالف إلكتروني نشط بين هذه الكيانات.
وقال باسكال جينينز، مدير استخبارات التهديدات في Radware:
“على الشركات اتخاذ أقصى درجات الحذر. المؤشرات واضحة. البنية التحتية الحيوية وسلاسل التوريد وحتى الشركات العالمية يمكن أن تصبح أهدافًا جانبية إذا اشتد الصراع السيبراني.”
وأضاف: “صراع إيران وإسرائيل لعام 2025 يُعد مثالًا صارخًا على الحرب الهجينة الحديثة، حيث تلعب البيانات والسرديات نفس الدور الذي تلعبه القنابل والصواريخ.”
هجمات منسقة من مجموعات مؤيدة لإيران
في تحليل من جزئين، أوضحت شركة CloudSEK أن أكثر من 35 مجموعة موالية لإيران شنت هجمات إلكترونية منسقة ضد البنية التحتية الإسرائيلية، مقارنة بأقل من 6 مجموعات مؤيدة لإسرائيل.
وقال الباحث الأمني باجيلا مانوهار ريدي:
“تضمنت الهجمات في الغالب هجمات حجب الخدمة (DDoS)، وتشويه المواقع، وتسريبات بيانات مزعومة استهدفت مواقع حكومية، ونظم عسكرية، وبنية تحتية حيوية.”
وأضاف: “الأمر اللافت هو أن هذه الهجمات تتبع نفس النمط من المبالغة ونشر المعلومات المضللة، حيث تواصل المجموعات ادعاء مسؤوليتها عن أعطال غير مرتبطة، وتعيد تدوير بيانات مسربة قديمة، وتضخم نتائجها من أجل التغطية الإعلامية.”
المصدر :- thehackernews.com