تقنيات المستقبل

هل يمكن للنسخ الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحل محلنا في العمل؟

نسخ المشاهير والآخرين: بين الترفيه والعمل

أعلنت شركة ناشئة تُدعى Delphi، حصلت مؤخرًا على 16 مليون دولار من مستثمرين مثل Anthropic وشركة الممثلة والمخرجة أوليفيا وايلد الاستثمارية، عن منصتها التي تسمح للمشاهير بإنشاء نسخ رقمية (Clones) يمكنها التحدث مع المعجبين عبر المحادثات النصية والمكالمات الصوتية.
تشبه الفكرة MasterClass لكن بلمسة ذكاء اصطناعي.

تضم المكتبة الرقمية نسخًا رسمية لعدد من الشخصيات البارزة، مثل أرنولد شوارزنيجر، الذي قدّم نصائح محفزة قبل أن يسجّل المستخدم في نشرته الإخبارية Arnold’s Pump Club. وحتى إن لم تحقق هذه النسخ الرؤية الكبرى لـ Delphi، فإنها تعمل كأداة تسويقية لجذب المتابعين وبناء القوائم البريدية وبيع المنتجات.

هل يمكننا نحن العاديين امتلاك نسخ رقمية؟

قد يتساءل البعض: هل يمكننا استخدام هذه التقنية كبدائل عملية؟
فكّر في اجتماع افتراضي مع ممثل علاقات عامة. ليس الهدف خداعه، بل توفير الوقت. يمكن للنسخة الرقمية حضور الاجتماع وتقديم ملخص عن نتائجه.

لهذا السبب، جرب الكاتب منصة Tavus، شركة ناشئة أخرى جمعت 18 مليون دولار العام الماضي. Tavus تقدم أفاتار فيديو شخصي يعكس شخصيتك ويمكنه حضور مكالمات فيديو. أسعار الاشتراك تبدأ من 59 دولارًا شهريًا.

تجربة إنشاء نسخة شخصية

خلال عملية التسجيل، طُلب من الكاتب:

  • تشغيل الكاميرا وقراءة نص قصير لتدريب النظام على صوته.

  • تسجيل دقيقة من الصمت الكامل.

بعد ساعات، أصبح الأفاتار جاهزًا: نسخة رقمية تشبهه شكلاً وصوتًا، وإن كان لا يحب “أسنانها”.
المشكلة الحقيقية كانت: هل تستطيع هذه النسخة التصرف مثله دون إحراجه؟

النتائج: نسخة غير مستقرة

رغم الجهد، كانت النسخة الرقمية غير موثوقة:

  • أبدت حماسًا مبالغًا فيه لأفكار صحفية لن ينفذها الكاتب.

  • كررت نفسها عدة مرات.

  • حاولت “التحقق من جدوله” لعقد اجتماعات، رغم عدم وجود أي وصول إلى تقويمه.

  • دخلت في حلقات محادثة مغلقة جعلت إنهاء الحوار صعبًا.

بينما يبدو أن Delphi وTavus تقدمان لمحة مثيرة عن مستقبل النسخ الرقمية بالذكاء الاصطناعي، إلا أن الواقع يكشف أن الطريق ما زال طويلاً قبل أن تصبح هذه النسخ مؤهلة للعمل الجاد كبدائل بشرية. فهي الآن أدوات للتسويق أو التجريب أكثر من كونها شركاء حقيقيين في بيئات العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى