الروبوتات

هل تعود ديترويت إلى الصدارة بفضل الروبوتات والذكاء الاصطناعي؟

في ذروتها، كانت ديترويت رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة، تصنّع نحو 75% من السيارات الأمريكية. أما اليوم، فقد تراجعت إلى المرتبة 27، مع أحد أدنى معدلات الدخل للفرد، وتنتج أقل من 20% من السيارات.

لكن خلال معرض Automate 2025، الذي ملأت أصوات محركات الروبوتات أروقته، بدأت بوادر نهضة حضرية جديدة تقودها التكنولوجيا والروبوتات، ما يفتح آفاقًا غير مسبوقة لمستقبل المدينة الصناعي.

الروبوتات تحفز النمو، لا تحل محل البشر

يقول جيف بيرنستاين، رئيس رابطة “A3 – جمعية تطوير الأتمتة”، إن بيانات 30 عامًا من أبحاث السوق تُظهر أن:

“عندما ترتفع مبيعات الروبوتات، يرتفع التوظيف أيضًا. العدو الحقيقي للوظائف هو عدم قدرة الشركات على المنافسة، كما نرى في المصانع الفارغة في ديترويت.”

ويضيف:

“التكنولوجيا دائمًا تغيّر شكل الوظائف. منذ ثلاثين عامًا لم يكن هناك ما يُعرف بمدير التسويق الرقمي أو متخصص تحسين محركات البحث. الروبوتات أدوات لتحسين الإنتاجية والجودة وسرعة الوصول للسوق، ما يخلق وظائف أفضل وأكثر أمانًا.”


Automate يشهد انفجارًا في الحضور والتقنيات

تطوّر معرض Automate من فعالية صغيرة إلى معرض سنوي ضخم استقطب أكثر من 45,000 زائر، وهو الآن يتجاوز سعة مركز Huntington Place في ديترويت، وسينتقل إلى McCormick Place في شيكاغو عام 2026.

خلال أيام المعرض الأربعة، اجتاحت الروبوتات المدينة، من شركات السيارات إلى الزوار العاديين، وسط اهتمام واضح بالتقنيات الحديثة التي تدعم سلاسل الإمداد المحلية في ظل التوترات التجارية.

Cambrian Robotics تتصدر المشهد

من أبرز الأسماء كانت Cambrian Robotics، التي عرضت تطبيقات رؤية حاسوبية ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تضمنت:

لكن الحدث الأبرز كان عرض روبوت مزدوج الذراعين لأداء مهام معقّدة مثل تركيب الأسلاك الكهربائية، باستخدام نماذج لغة ضخمة (LLMs) لتوليد سلوكيات مبرمجة ذاتيًا، مع قدرة عالية على التكيّف حتى في حالات الفشل في المناولة.

الشركات الناشئة: الجيل القادم من الأتمتة

شهدت نسخة هذا العام من مسابقة الشركات الناشئة مستوى غير مسبوق، وبرز منها:

  • Kinisi (الفائز): روبوت متحرك بذراعين، يستخدم OpenAI لتعلّم تنفيذ الأوامر الصوتية المعقّدة.

“الروبوت لا يعرف سوى: فتح/إغلاق القبضة، تحريك الذراع، ومعالجة مدخلات الرؤية. من هذه الأساسيات، يبني مهام كاملة كالتمييز بين عبوة كوكاكولا وتقديمها كمشروب بارد”، بحسب المؤسس.

  • Nexus Intelligence: منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لربط وحدات التحكم الصناعية (PLCs) بأنظمة برمجة، لتسريع تكامل الأتمتة.

هل تكفي نماذج اللغة لتحقيق استقلالية الروبوتات؟

رغم الحماس، يشكك خبراء أمثال رودني بروكس في قدرة LLMs وحدها على قيادة مستقبل الروبوتات:

“المشكلة في تحريك الروبوتات ليست اللغة بل نظريات التحكم والرياضيات المعقّدة… قد تنفع في الرعاية المنزلية، لكنها ليست مجدية في المستودعات.”

بين نهضة ديترويت، وتطور الروبوتات، وانفجار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يظهر جليًا أن مستقبل الصناعة والأتمتة لم يعد محصورًا في المختبرات، بل بات في قلب المدن. ما رأيناه في Automate 2025 ليس مجرد معرض، بل إعلان عن موجة صناعية ثالثة يقودها الذكاء الاصطناعي والتشغيل الذاتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى