فضيحة مهندس البرمجيات سوهام باريخ في وادي السيليكون وتحديات التوظيف عن بعد

أثار المهندس الهندي سوهام باريخ موجة من الجدل في مجتمع التكنولوجيا بوادي السيليكون بعد اعترافه أنه كان يشغل عدة وظائف بدوام كامل في شركات ناشئة متعددة، أحيانًا يصل عددها إلى أربع وظائف في آنٍ واحد. هذه الواقعة كشفت عن ثغرات في ممارسات التوظيف عن بعد وأثارت نقاشًا حول أخلاقيات ما يُعرف بـ”التوظيف المتعدد” في قطاع التقنية.
بدأت القصة عندما نشر سوهيل دوشي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة Mixpanel، تحذيراً عبر منصة X قائلاً:
“هناك شخص يُدعى سوهام باريخ (في الهند) يعمل في 3-4 شركات ناشئة في الوقت ذاته. لقد استغل شركات Y Combinator وغيرها. لقد فصلته في أسبوعه الأول وحذّرته من الكذب والاحتيال، لكنه لم يتوقف بعد عام. لا مزيد من الأعذار.”
وشارك دوشي أيضاً سيرة باريخ الذاتية، مشككًا في صحة مؤهلاته، وانتشر المنشور بسرعة، مما دفع مؤسسي شركات أخرى للإفصاح عن تجارب مماثلة.
نمط الخداع والنتائج الفعلية
يصف المؤسسون نمطًا متكررًا، حيث يتألق باريخ في المقابلات، متفوقًا على عشرات المرشحين، ويحصل على عروض مرتفعة تصل إلى 200,000 دولار سنويًا.
قال أحد المؤسسين لـ”فورتشن”:
“لقد اجتاز مقابلتي بأداء مذهل. أجريت حوالي 50 مقابلة في الأسبوعين السابقين، لكنه تفوق على الجميع.”
لكن بعد التوظيف، كان إنتاجه الفعلي ضئيلاً مع سلسلة أعذار درامية لتأجيل المهام، من الفيضانات والمرض إلى ادعاءات بوجود ضربة درون على مبناه في منطقة نائية.
اكتشف بعض أصحاب العمل الخداع بعد ملاحظة نشاطات برمجية على ملفه العام في أوقات ادعى فيها المرض أو الانشغال.
قال ماركوس لو، مؤسس شركة Create:
“لاحظت على حسابه في GitHub أنه كان يرفع أكواد خلال أسبوع كان يدعي فيه المرض.”
رد باريخ وتصريحاته
في مقابلة على برنامج TBPN التقني، قال باريخ:
“هذا صحيح، لست فخورًا بما فعلته. لم يكن خيارًا سهلاً، لكني كنت أعمل 140 ساعة أسبوعياً بسبب ظروف مالية صعبة.”
تداعيات القضية على التوظيف عن بعد
كشفت القضية عن ضعف في التحقق من خلفيات الموظفين عن بعد، حيث اعتمدت بعض الشركات على عنوان شحن في الولايات المتحدة يعود لأخته، بينما كان يعمل من الهند.
بعد الضجة، أعلن باريخ قبوله وظيفة حصرية في شركة واحدة فقط. أكد سانجيت جونيجا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Darwin، ذلك قائلاً:
“سوهام مهندس موهوب ونحن نؤمن بقدراته لدعم إطلاق منتجاتنا.”
تسلط هذه الواقعة الضوء على الضغوط المتزايدة في ثقافة الشركات الناشئة، والتحديات في إدارة فرق العمل عن بعد، وانتشار ظاهرة الموظفين الذين يعملون في عدة وظائف سرًا. كما قال أحد المؤسسين:
“كان الأمر محرجًا حتى أدركت مدى انتشاره، ثم شعرت بالغضب، ثم بالإعجاب. لا أعرف كيف تمكن من ذلك مع الشركات التي تتطلب الحضور وساعات العمل الطويلة، لكنني أقدّر اجتهاده.”