تحليلات

أول توصيل ذاتي لسيارة تسلا: هل اقتربت القيادة الذاتية الكاملة من الواقع؟

في خطوة استعراضية لعرض تقدمها في تقنيات القيادة الذاتية، قامت شركة تسلا مؤخرًا بتنفيذ أول عملية توصيل ذاتي لسيارة من طراز Model Y. بدأت الرحلة من مصنع تسلا في مدينة أوستن بولاية تكساس، وانتهت عند مجمع سكني يقيم فيه مالك السيارة الجديد، في مسافة تقارب 15 ميلًا.

وفقًا لتصريح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، فقد تم تنفيذ الرحلة دون أي سائق أو تدخل بشري، سواء من داخل السيارة أو عن بُعد. هذا الإنجاز، الذي وصفه ماسك بأنه أول “توصيل ذاتي” حقيقي لسيارة عميل، يأتي في وقت حرج للشركة، مع اقتراب إعلان نتائج مبيعات الربع الثاني والتي يتوقع أن تكون ضعيفة بعد تراجع مبيعات 2024.

تفاصيل الرحلة البرمجية والتقنية

السيارة استخدمت نفس البرنامج المعتمد في سيارات روبوتاكسي (Robotaxi) التي تُجربها تسلا في أوستن، قبل أن يتم تخفيضها إلى نظام القيادة الذاتية الكاملة (المراقبة) المتاح تجاريًا، والذي يتطلب من السائقين البقاء في حالة تأهب دائمة.

في فيديو مدته 30 دقيقة، تظهر السيارة وهي تندمج على الطرق السريعة، تنعطف يمينًا عند الإشارة الحمراء، تتجاوز دوارًا صغيرًا، وتقوم بانعطاف يسار غير محمي—all في ظروف مرور واقعية وتحت أشعة الشمس.

ملاحظة: تم نشر نسخة سريعة من الفيديو مدتها 3.5 دقائق على منصات تسلا الرسمية.

هل هذه الخطوة فريدة؟

ليست تسلا وحدها في هذا المجال؛ فقد قامت شركات مثل Waymo باختبار القيادة الذاتية على الطرق السريعة في لوس أنجلوس وفينيكس وسان فرانسيسكو. كما قدمت Zoox تجربة قيادة بدون سائق في شوارع لاس فيغاس بسرعات تصل إلى 45 ميل/ساعة.

الأسئلة المعلقة والتحديات المستقبلية

رغم بساطة الفيديو، إلا أنه يفتح الباب أمام العديد من الأسئلة، خاصةً حول مدى تحضير تسلا للمسار قبل تنفيذ التوصيل. من الجدير بالذكر أن الشركة سبق وأن نشرت فيديو عام 2016 يظهر سيارة تسير “ذاتيًا” في منطقة باي، لكن تبين لاحقًا أنها كانت تجربة معدّة مسبقًا وتم تكرارها أكثر من مرة، حسب شهادة أحد مهندسي تسلا.

هل تم استخدام سيارات مزودة بـ أجهزة LIDAR وأجهزة استشعار أخرى في جنوب أوستن لتحضير هذا المسار؟ لا نعرف، خصوصًا أن تسلا لم تعد تستجيب لاستفسارات وسائل الإعلام.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع هذه التقنية تكرار نفس الرحلة عشرات أو مئات أو آلاف المرات دون تدخل؟ النجاح في مرة واحدة يُعد إنجازًا، لكن الاعتماد المتكرر الآمن هو المعيار الحقيقي للموثوقية.

الوعود السابقة ومصداقية الواقع

تعيش هذه التجربة في ظل وعود سابقة أطلقها ماسك منذ 2016 — كررها لاحقًا — بأن سيارات تسلا ستكون قادرة على القيادة من لوس أنجلوس إلى نيويورك دون أي تدخل بشري. هذا لم يتحقق بعد، ويعكس الفجوة بين الطموح والواقع.

نقد ناعم من أشد المنتقدين

الناقد المعروف دان أودود، أحد أكثر الأصوات انتقادًا لنظام FSD، لم يجد في الفيديو سوى أن السيارة توقفت في ممر مخصص لسيارات الطوارئ عند نهاية التوصيل — نقد عادل، لكنه بسيط، لا يُقارن بحملاته السابقة التي كانت تشمل وضع دُمى على هيئة أطفال أمام سيارات Model Y لاختبار سلامتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى