تحليلات

هل تُفهم Bluesky بشكل خاطئ؟ المنصة التي تتجاوز كونها بديلاً لـ X

في الأسابيع الأخيرة، تصدرت عدة عناوين صحفية منشورات تنتقد Bluesky، متسائلة ما إذا كان نموها قد بدأ بالتراجع، أو أنها تحولت إلى صدى صوت يساري، أو أن مستخدميها يفتقدون روح الدعابة.

حتى المستثمر الشهير مارك كوبان، الذي موّل تطبيق الفيديو “Skylight” المبني على بروتوكول AT، أعرب عن استيائه من تغير نبرة الردود في Bluesky واصفًا إياها بأنها أصبحت مليئة بالكراهية:

“النقاشات كانت متنوعة ومثمرة، ثم تحولت إلى: إما أن تتفق معي أو تُتهم بأنك فاشي نازي”، كتب كوبان في منشور على Bluesky.

في المقابل، استغل مالك X إيلون ماسك، والرئيسة التنفيذية للشركة ليندا ياكارينو، هذا الجدل للسخرية من Bluesky، حيث وصفها ماسك بأنها “مجموعة من المراقبين المتشددين”، فيما قالت ياكارينو إن X هو “المنصة العالمية الحقيقية للنقاش العام”.

السياق السياسي وتحولات المستخدمين

من الطبيعي أن ينعكس هذا النقاش على تصور المستخدمين للمنصة، خاصة وأن معظم مستخدمي Bluesky الأوائل كانوا من المغادرين لمنصة X بسبب تحولها نحو خطاب يميني بعد استحواذ ماسك عليها. بعد انتخابات نوفمبر في الولايات المتحدة، ارتفع عدد مستخدمي Bluesky بسرعة كبيرة، من 9 ملايين في سبتمبر إلى 20 مليونًا خلال أيام، وتجاوز العدد حاليًا 36.5 مليون مستخدم.

هذا النمو كان مدفوعًا أيضًا بانضمام شخصيات بارزة مثل باراك أوباما وهيلاري كلينتون. ومع تنامي التركيز على السياسة والأخبار، باتت النبرة العامة للمنصة تتشكل من هذه الأصوات.

لكن تكرار هذا النمط يُعد خطيرًا، فقد فشلت منصات حزبية سابقة مثل Telepath (اليسارية) وParler (اليمينية) في تحدي X بنجاح.

فشل الذكاء الاصطناعي في اختبارات المنطق: دراسات تكشف ضعف التفكير التحليلي

Bluesky: أكثر من مجرد تطبيق

الجانب المغفَل في هذا النقاش هو أن تطبيق Bluesky هو مجرد واجهة واحدة لما يمكن بناؤه باستخدام بروتوكول AT المفتوح. فالمستخدمون يمكنهم اختيار تطبيقات أخرى ضمن نفس الشبكة، أو إنشاء تغذيات (feeds) مخصصة، أو حتى بناء منصات اجتماعية خاصة بهم.

مثال على ذلك:

  • Blacksky: منصة مخصصة للمجتمع الإفريقي-الأمريكي.

  • Gander Social: موجهة للمستخدمين في كندا.

  • Graze وSurf: أدوات لبناء تغذيات مخصصة تركز على مواضيع مثل الألعاب أو الرياضة، مع القدرة على تجاهل المحتوى السياسي.

يمكن لأي مستخدم تغيير التغذية الافتراضية، أو متابعة تغذيات لمواضيع محببة مثل المسلسلات أو الحيوانات، مما يجعل تجربة Bluesky قابلة للتخصيص بشكل كامل.

النظام البيئي حول Bluesky

بروتوكول AT يدعم حاليًا عددًا من التطبيقات الأخرى:

  • تطبيقات مشاركة الصور والفيديو

  • أدوات للبث المباشر

  • تطبيقات للتدوين والمحتوى الصوتي

  • أدوات للتوصية بالأفلام والموسيقى

بالإضافة إلى ذلك، توجد منصات مثل Openvibe التي تدمج تغذيات من Bluesky وThreads وMastodon وNostr، وأخرى مثل Surf وTapestry تسحب محتوى من RSS والمدونات واليوتيوب والبودكاست.

رغم أن فريق Bluesky لا يطور كل هذه الأدوات بنفسه، إلا أن إبراز هذا النظام المتصل يعد فرصة ذهبية لتعريف المستخدمين بأن Bluesky ليست مجرد بديل لـ X، بل نواة لشبكة اجتماعية مفتوحة وشاملة، تمنح الجميع حرية بناء التجربة التي يريدونها.

المصدر:- TechCrunch

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى