تقنيات المستقبل

فشل تجربة روبوتاكسي من تسلا: تدخل بشري يكشف زيف الادعاءات

في وقت سابق من هذا العام، وعد إيلون ماسك بأن خدمة روبوتاكسي تسلا ستنطلق بنظام “غير مراقب بالكامل”، أي أن السيارة ستعمل دون وجود أي شخص داخلها. لكن تبين لاحقًا أن هذا الوعد كان مضللًا.

فبعد أيام فقط من إطلاق الخدمة في منطقة محدودة جغرافيًا بمدينة أوستن، تكساس، ظهرت دلائل واضحة على أن هذه السيارات تعتمد بشكل كبير على “المراقبين البشريين” — أو كما يُسمّون بـ مشرفي السلامة — الذين كان ماسك يؤكد أنه لن يحتاج إليهم.

تدخل بشري مباشر

في حادثة نُشرت الأربعاء، أشار أحد مشاهير محتوى تسلا المعروف باسم “Dirty Tesla”، إلى أن سيارة روبوتاكسي أوصلته، ثم فشلت في الخروج من موقف ضيق، وبدت وكأنها اصطدمت بسيارة متوقفة أثناء محاولتها التراجع للخلف.

وعندما غادرت السيارة المتوقفة، خرج مشرف السلامة من المقعد الأمامي، وصعد إلى مقعد السائق، وقاد السيارة بنفسه.

ووفقًا للفيديو المنشور على منصة X، توقفت السيارة فجأة وفعّلت أضواء الطوارئ، مما يشير إلى تدخل يدوي من قبل المشرف. وإن كانت رواية “Dirty Tesla” صحيحة، فإن تسميتهم بـ”مشرفين” فقط قد تكون مضللة، لأنهم في الواقع يتولون القيادة فعليًا عند الحاجة.

كتب Dirty Tesla ردًا على الفيديو:

لا يمكن وصف هذا بأنه غير مراقب، بل هو مراقب بشكل واضح.

حالات تدخل أخرى مقلقة

ليست هذه الحادثة الوحيدة. ففي فيديو آخر نشره المستثمر والمؤثر في تسلا “Dave Lee”، كادت سيارة روبوتاكسي أن تصطدم بشاحنة UPS كانت تتراجع للخلف، لكن مشرف السلامة تدخل سريعًا وضغط على زر “Stop in Lane” على الشاشة ليوقف السيارة فورًا.

وفي بعض الحالات، لم يكن هناك تدخل مباشر، لكن الأداء كان مزعجًا. حيث سجل مستخدمو Reddit حوادث شملت:

مخالفات مرورية وتدخل حكومي

بعض الفيديوهات أظهرت مخالفات مرورية واضحة مثل تخطي السرعة القانونية، واجتياز الخطوط الصفراء المزدوجة في الطرقات. وقد دفعت هذه التجاوزات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) للتواصل مع تسلا لجمع المزيد من المعلومات، رغم عدم بدء تحقيق رسمي بعد.

أسئلة حول مستقبل الخدمة

الأمر المقلق أن كل هذه الحوادث صدرت عن أسطول يتراوح بين 10 و20 سيارة فقط تعمل في نطاق محدود بمدينة واحدة، وقد تم رسم خرائطها يدويًا مسبقًا من قبل مهندسي تسلا.

قبل الإطلاق، وعد ماسك بنشر أكثر من 1000 روبوتاكسي في أوستن خلال “أشهر قليلة”، وبوصول مليون منها إلى الطرق الأمريكية بحلول نهاية عام 2026. لكن الوضع الحالي يشير إلى أن تسلا لا تزال بعيدة جدًا عن تحقيق هذا الهدف بأمان.

من الجدير بالذكر أن شركة تسلا لم تكشف مسبقًا عن وجود مشرفي سلامة فعليين داخل السيارات، بل اكتفت بإرسال دعوات للتجريب قبل أيام من الإطلاق، ما أثار شكوكًا واسعة. كذلك لا توجد معلومات واضحة حول دور “المشغّلين عن بُعد” (Teleoperators)، الذين يُفترض أن يتدخلوا عند الحاجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى